ثار تراجع أسواق المال الخليجية بالأمس مخاوف كبيرة خاصة بعد توقعات لمحللين أن هذه التراجعات ستؤثر على المساعدات التي تقدمها دول الخليج لمصر، خاصة وأن التراجعات الأكبر كانت بهذه الدول وهي السعودية والكويت والإمارات.
من جهتها سجلت مؤشرات الأسهم الخليجية أمس تراجعات جماعية، حيث هبط مؤشر سوق دبي بنسبة 7,6% وأغلقت سوق قطر على انخفاض بنسبة 5,9%، كما تراجعت كل من أسواق أبوظبي بأكثر من 3 %، والكويت ومسقط بنحو 3 %، أما البحرين فسجلت سوقها تراجعًا طفيفا بأقل من 1 %.
بينما أغلق سوق الأسهم السعودية تداولات أول جلسات الأسبوع، أمس الأحد، على تراجع بنسبة 3,21%، بخسارة 274 نقطة على المؤشر الذي أغلق على 8119 نقطة، وسط تراجعات طالت كل القطاعات.
وقد بلغت 8 أسواق عربية في السوق فاقت 65 مليار دولار، وكان للسوق السعودية النصيب الأكبر منها بنحو 32,9 مليار دولار، ثم سوقي الإمارات بـ16,9 مليار دولار، الأمر الذي يعني أن (أكبر دولتين خليجيتين خسرتا ما يقرب من 50 مليار دولار)، وقطر بـ12,4 مليار دولار، والبحرين بـ0,46 مليار دولار.
وفي ظل وضع كهذا يخشى المستثمرون على نحو خاص من أن تعمد حكومات المنطقة إلى خفض الإنفاق مع هبوط إيرادات تصدير النفط وهو ما سيضر بالنمو الاقتصادي في القطاعات غير النفطية.
ووفقا لمحللين، فإن النفط ليس العامل الوحيد وراء الهبوط الذي محا ما يزيد على 150 مليار دولار من قيمة أسواق الأسهم الخليجية منذ نهاية أكتوبر، فقد قام المستثمرون الأفراد الذين يهيمنون على البورصات الخليجية بعمليات بيع محمومة لتقليص الخسائر، بينما اضطر بعضهم للبيع لأنهم اشتروا الأسهم بأموال مقترضة.
وهبط مؤشر سوق الكويت 2,9 %، بينما تراجع مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية 3,2 %، وانخفض سهم فيفا الكويت للاتصالات -الذي أدرج اليوم بعد ما يزيد على ست سنوات من الطرح العام الأولي - بنسبة 7,1 %.
وبينما سجلت بورصات الكويت والامارات والسعودية الدول الأبرز بالخليج دعما لمصر، توقع محللون بسوق المال، أن تؤثر الخسائر التي تعرضت لها الأسواق العربية واقتصاداتها بسبب تراجع أسعار البترول على حجم المساعدات العربية المتوقعة خلال العام المقبل، بسبب تأثر ميزانياتها بتراجع أسعار البترول المورد الرئيس لها.
وفي هذا الصدد قال إيهاب سعيد، خبير سوق المال، إن مؤشر البورصة الرئيس تأثر تأثرًا حادًا بالتراجع الحاد للبورصات العربية وخصوصًا بورصة دبي التي شهدت تراجعًا كبيرًا خلال الجلسات الأخيرة، بسبب تراجع أسعار البترول لمستويات قياسية.
وأكد إيهاب سعيد أن خسائر البورصة رغم أنها مؤقتة ومرتبطة بأحداث بعينها وستنتهي بمجرد انتهاء هذه الأحداث، إلا أن هذا التراجع الحاد يكشف عن قرب حدوث أزمة اقتصادية حادة في الدول المنتجة للنفط بسبب التراجع الحاد والقياسي للأسعار، خصوصًا الدول الداعمة للاقتصاد المصري مؤخرًا مثل الإمارات العربية والسعودية والكويت، ما يمكن أن يؤثر على المساعدات المقدمة من هذه الدول لمصر خلال العام المقبل.
كما استسلمت بورصة مصر للاتجاه النزولي أمس لتهوي 5.2% في أسوأ انخفاض ليوم واحد على مدى عامين.
وفي تقرير لها قالت وكالة بلومبيرج الاقتصادية العالمية إن أسواق المال العالمية فقدت تريليون دولار خلال الأسبوع الماضي كان نصيب الأسواق الخليجية منها ما يتجاوز الـ 65 مليار دولار.