كشف التقدير الاستراتيجي للاستخبارات الإسرائيلية الأخير عن أن "انشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي عزز وضع إسرائيل الجيواستراتيجي"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي قالت إنها "اطلعت على تفاصيل هذا التقدير".
وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان:" الوضع الجيواستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط يتحسن"، إن "الموساد أطلع الحكومة السياسية الأمنية على التطورات الأخيرة في المنطقة، وفقدان سوريا لأسلحتها الكيميائية، وأحوال الشؤون الداخلية لمصر، وتحركات حزب الله، مبشرًا بتطورات على الساحة المصرية والسورية لصالح إسرائيل".
وسبق لنفس الصحيفة الإسرائيلية أن احتفت في مايو الماضي بتصريحات للرئيس المصري السيسي، قال فيها إن "إسرائيل في خطر من دون الجيش المصري"، أن "مصر تمنع أي هجمات على إيلات ورفضها أي عدوان على إسرائيل انطلاقًا من سيناء بواسطة الجماعات الإرهابية هناك".
وقال التقرير الذي أعده "أتيلا سومفالفي" إن "مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي عقد مؤخرًا في مقر الموساد لاستعراض التقرير السنوي عن الوضع الجغرافي الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط، اطلع على تحسن وضع إسرائيل في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، وخاصة في ضوء التطورات في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بتوقف تطوير الجيش المصري نتيجة لانشغال حكام مصر الحاليين بالشؤون الداخلية".
السيسي حسّن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل
وسبق أن أجمع معلقون "إسرائيليون" على أن تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، وتواصل بقاء بشار الأسد على كرسي الرئاسة في سوريا، يحسن البيئة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل غير مسبوق.
وقال المعلق العسكري عمير رايبوبورت: "إن أهم ما يثير حماس محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب لتتويج السيسي رئيسًا، حقيقة أن هذا التطور سيضمن ليس فقط تواصل مظاهر الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة، التي تكرست بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، بل إنه سيؤدي إلى تعزيز هذه الشراكة وتطورها".
وفي مقابلة سابقة أجرتها معه الإذاعة العبرية أشار "رايبورت" إلى أن: "محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، ترى أن العوائد الإستراتيجية التي ستجنيها إسرائيل من وجود السيسي في الحكم ستسمح لها بالتفرغ لمواجهة تحديات استراتيجية كثيرة".
ونقل رايبورت عن هذه المحافل الاستخبارية الاستراتيجية، قولها إن "الحرب التي لا هوادة فيها التي يشنها السيسي على الجماعات الجهادية في سيناء وحرصه على تقليم أظافر حركة حماس يصب في صالح إسرائيل".
وأعاد رايبوبورت للأذهان حقيقة أن "إسرائيل" خططت لاستثمار مليارات الدولارات في تعزيزات أمنية لحماية الجبهة الجنوبية (مع مصر) بعد ثورة 25 يناير وخلع الرئيس الأسبق حسني مبارك، تحسبًا لحدوث تدهور أمني خطير على الحدود، ثم وفرت هذه المبالغ بسبب قيام السيسي بحماية هذه الجبهة من ناحية مصر.
وشدد رايبوبورت على أن أهم "عائد استراتيجي تنتظره إسرائيل من حكم السيسي، هو حقيقة تأكدها أنه لن يدفع نحو تطوير الجيش المصري؛ حيث إن إسرائيل ستكون مطمئنة إلى ثبات ميزان القوى الاستراتيجي الكاسح لصالحها".
جيش السيسي أصبح “جيش الأمس”
أيضًا، قال ألون بن دفيد، معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة/ التلفزيون الإسرائيلي، إن "الجيش المصري في عهد السيسي سيظل جيش الأمس”، في إشارة إلى أن هذا الجيش لا يبذل جهدًا يذكر في تطوير قدراته القتالية وتوظيف التقنيات المتقدمة في الجهد الحربي.
ونقل بن دافيد عن مصادر مسؤولة في الجيش الإسرائيلي قولها، إنه "لم يحدث في تاريخ الصراع العربي/ الإسرائيلي أن حرصت تل أبيب على تسليح جيش عربي كما حدث في عهد السيسي"، مشيرًا إلى "الضغوط التي مارستها إسرائيل على الكونجرس الأمريكي لضمان تزويد الجيش المصري بمروحيات الأباتشي".
قدراته تدهورت وأصبح يهتم باقتصاده الخاص
وسبق لـ”ستيفن كوك” الخبير بشؤون مصر، وخبير معهد العلاقات الدولية المقرب من دوائر صنع القرار الأمريكي، أن تحدث بصورة سلبية للغاية عن الجيش المصري أوائل 2013، مشيرًا إلى أن “الشريك الأمريكي ينظر إلى كفاءة الجيش المصري القتالية بصورة تؤكد التدهور في قدراته”، وأن “الجيش تحول عن عقيدة الدفاع عن الأوطان إلى عقيدة إدارة الثروات وحمايتها من الشعب”.
ونفي خلال حوار تلفزيوني أن يكون الجيش المصـري لا يزال يحافظ على قدرتـه في خوض حــروب في مستويات عالية”، مؤكدًا: "لا يوجد دليل على أن لدى القوات المسلحة المصرية كفاءة قتالية. إنهم لا يستخدمون المعدات التي اشتروها من أمريكا بكفاءة عالية، ولا يستخدمونها بصورة صحيحة".