من المقرر أن يلتقي أعضاء في الكونجرس الأمريكي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مبنى الكابيتول اليوم الأربعاء في اليوم الثاني من زيارته للولايات المتحدة والتي تهدف إلى الترويج لعلاقات اقتصادية وأمنية أقوى من أي وقت مضى مع واشنطن مع غض الطرف عن سجله في مجال حقوق الإنسان.
واستقبل الرئيس دونالد ترامب ولي العهد بحفاوة بالغة في البيت الأبيض أمس الثلاثاء ودافع عنه أمام الاتهامات المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين. وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أنه وافق على احتجاز أو قتل الصحفي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست.
وبعد أن اعتُبر منبوذا في أعقاب عملية القتل، حظيت إعادة تقديم ولي العهد للساحة العالمية بدعم كامل هذا الأسبوع. ومن الأمثلة على ذلك جلوس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على بُعد خطوات قليلة من الأمير محمد خلال اجتماع المكتب البيضاوي، حيث كرر ترامب القول إنه "لشرف" أن نكون أصدقاء للزعيم السعودي. ووصف روبيو في عام 2019 عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ ولي العهد بأنه "رجل عصابات".
ويمثل ذلك تحولا كبيرا عن نظرة واشنطن لولي العهد خلال فترة ولاية ترامب الأولى، حين غضب أعضاء بالكونجرس من دور الرياض في الحرب الأهلية المدمرة في اليمن وسجلها في حقوق الإنسان، الذي زاده سوءا قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا.
وقال روبيو آنذاك "إنه متهور وقاس وينزع إلى التصعيد والمجازفة كثيرا، ويتبنى نهجا تصادميا في سياسته الخارجية، وأعتقد أنه على استعداد متزايد لاختبار ما يمكن أن يمر دون مساءلة في علاقته مع الولايات المتحدة".
وفي عام 2019، وافق الكونجرس على قرار يطالب بإنهاء الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، لكن الأصوات لم تكن كافية لتجاوز حق النقض الذي استخدمه ترامب.
ورغم أن ما تبقى في الذاكرة عن تلك الفترة ربما يكون قد تلاشى، فإن استقبال ولي العهد في مبنى الكابيتول يوم الأربعاء سيكون على الأرجح بحفاوة أقل من تلك التي حظي بها قادة العالم الآخرون. وقال مسؤولون إنه سيلتقي ببعض أعضاء الكونجرس يوم الأربعاء لكن لم يُعلن عن الاجتماع.
ولم يخطط رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون ولا زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري جون ثون لأي تغطية صحفية تشمل التقاط الصور والتصريحات الموجزة، وهو ما يحدث عادة عندما يزور زعماء العالم مبنى الكابيتول.
وانتقد عدد قليل من النواب ولي العهد هذه المرة.
وهاجم السناتور تيم كين من ولاية فرجينيا، حيث كان يعيش خاشقجي، ترامب بشدة بعد اجتماعه في المكتب البيضاوي مع الأمير محمد.
وقال كين في بيان "بدلا من بسط السجادة الحمراء لمحمد بن سلمان واستغلال منصب الرئاسة لإبرام صفقات فندقية خاصة، كان على ترامب أن يُطالب بالمحاسبة نيابة عن عائلة خاشقجي المقيمة في فرجينيا، وأن يضغط على السعودية لتعزيز المصالح الأمنية الأمريكية. للأسف، هذا ليس سوى أحدث مثال على تقديم ترامب لمصالحه المالية الشخصية على مصلحة الشعب الأمريكي".
ووافق ولي العهد خلال الاجتماع مع ترامب على زيادة استثمارات المملكة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، وسيحضر أيضا منتدى للاستثمار في واشنطن اليوم الأربعاء يضم رؤساء تنفيذيين لشركات أمريكية كبرى. وأعلن الزعيمان أيضا عن اتفاقيات جديدة تشمل مبيعات أسلحة والتعاون النووي المدني والذكاء الاصطناعي بعد الاجتماع.