أعرب مركز مناصرة معتقلي الإمارات عن بالغ قلقه إزاء استمرار اختفاء الناشط الإماراتي جاسم الشامسي منذ السادس من نوفمبر 2025، عقب اعتقاله قسرياً في العاصمة السورية دمشق، دون معرفة أي معلومات رسمية عن مكان وجوده أو وضعه القانوني.
وبحسب المركز، فإن آخر مرة شوهد فيها الشامسي كانت من خلال زوجته التي أفادت بأنها رأته داخل أحد مكاتب الأمن السياسي بعد توقيفه، قبل أن يتم نقله إلى جهة مجهولة. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن زوجته أو أفراد عائلته من معرفة مكان احتجازه أو طبيعة الاتهامات التي قد تكون وُجهت إليه، رغم محاولاتهم المتكررة للتواصل مع الجهات المعنية.
ويشير المركز إلى أن ظروف اختفاء الشامسي تثير مخاوف جدية حول سلامته، مطالباً بالكشف الفوري عن مكان وجوده، وتمكينه من التواصل مع عائلته، وضمان حصوله على حقوقه القانونية كاملة.
من جانبه، قال الناشط السوري أحمد أبا زياد، إن "الإخفاء القسري انتهاك عانت منه معظم العائلات السورية في زمن النظام، وتكراره ينبغي أن يكون خطاً أحمر في الدولة الجديدة.
وأضاف "اعتقال أي شخص بسبب رأيه هو نقيض ما قامت الثورة لأجله، إن كان هناك من يسبّب حرجاً سياسياً للدولة بالإمكان إبلاغه بالمغادرة ببساطة".
وكانت زوجة جاسم الشامسي فد كشف تفاصيل اعتقاله في دمشق وتخشى تسليمه لأبوظبي، مشيرة إلى انه في السادس من نوفمبر كانت العائلة تتجه بسيارتها نحو عين ترما عندما ظهر حاجز أمني مفاجئ في ضواحي دمشق. اقترب عناصر يرتدون السواد وطلبوا هوية الشامسي، ثم أجبروه على النزول دون مذكرة أو توضيح، ووضعوه في سيارة دون معالم مميزة، بينما تولى أحد العناصر قيادة سيارة العائلة خلفهم.
وحسب رواية زوجة الشامسي، وصلت السيارة إلى مقر الأمن السياسي في الفيحاء، حيث أُنزل الجميع باستثناء جاسم الذي بقي محاطاً بالعناصر داخل المركبة، ومنعت زوجته من الحديث معه أو الاقتراب. في اليوم التالي بدأت العائلة رحلة بحث طويلة شملت الأمن السياسي وإدارة السجون ووزارة الداخلية، لكن جميع الجهات أنكرت معرفتها بمكانه رغم أن زوجته شاهدته يدخل المبنى بعينيها.
منذ تلك اللحظة اختفى تماماً في مشهد يشير إلى إخفاء قسري مكتمل، بينما تعيش الأسرة حالة خوف وقلق متصاعد مع غياب أي معلومة عن مصيره.