اتهم المجلس العربي النظام الحاكم في أبوظبي بالتورط في تمويل وتسليح مليشيات "الدعم السريع" المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور، محذراً من "مخطط إقليمي ودولي" يستهدف تقسيم السودان وإضعافه.
وفي بيان رسمي صدر يوم الخميس، عبّر المجلس عن "قلق بالغ ووجع إنساني عميق" حيال ما وصفه بـ"المجازر المروّعة" التي تشهدها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكداً أن الإقليم تحول إلى "مسرح مفتوح لجرائم الإبادة والتطهير العرقي" ضد المدنيين الأبرياء.
وأضاف البيان أن ما يجري في دارفور يتم وسط "صمت إقليمي ودولي غير مبرر"، وعجز واضح من الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن وضع حدّ لـ"الكارثة الإنسانية" التي تعصف بالإقليم منذ أشهر.
وأكد المجلس أن الصراع الدائر في السودان "يتجاوز كونه نزاعاً داخلياً"، مشيراً إلى أنه "جزء من مشروع ممنهج يرمي إلى تفكيك الدولة السودانية وتحويلها إلى كيانات متناحرة"، في محاولة ـ بحسب البيان ـ لـ"نهب ثروات البلاد وإقصائها عن دورها العربي والأفريقي الطبيعي".
وحذر المجلس من أن "نجاح هذا المخطط سيكون سابقة خطيرة تهدد الأمن القومي العربي بأسره، وتفتح الباب أمام تكرار السيناريو ذاته في دول عربية أخرى".
وفي لهجة إدانة شديدة، اعتبر المجلس أن "تورط النظام الإماراتي" في دعم وتمويل مليشيات "الدعم السريع"، رغم تورطها في "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موثقة من قبل منظمات دولية"، يشكل "طعنة في خاصرة الأمن القومي العربي"، وينسف أسس التضامن العربي.
وشدد على أنه "من غير المقبول أن تُستخدم الأموال العربية في تمويل حروب إبادة وتدمير دولة عربية شقيقة"، داعياً إلى موقف عربي موحد لوقف النزيف السوداني.
وفي هذا السياق، طرح المجلس العربي خطة من خمس خطوات عاجلة تتضمن: وقف فوري للمجازر في دارفور والضغط لفرض وقف شامل ودائم لإطلاق النار، إطلاق مبادرة عربية مستقلة لحماية وحدة السودان وسلامة أراضيه، فتح تحقيق عربي ودولي حول دور الأطراف الخارجية في تمويل وتسليح المليشيات، محاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة والتهجير القسري أمام القضاءين الوطني والدولي، تقديم دعم إنساني عاجل للمدنيين والنازحين في دارفور وسائر المناطق المتضررة.
كما دعا المجلس الدول الإسلامية والأفريقية، وفي مقدمتها تركيا وجنوب أفريقيا، إلى التدخل العاجل للضغط من أجل وقف جرائم الإبادة، والمساهمة في منع انهيار الدولة السودانية.
واختتم المجلس بيانه بالتأكيد على أن قضية السودان "قضية عربية بامتياز تمسّ حاضر الأمة ومستقبلها"، مشدداً على أن "الصمت على الجريمة خيانة، والحياد تواطؤ".
كما أكد التزامه، بالتعاون مع شبكات الحقوقيين والديمقراطيين العرب، بمواصلة الجهود لفضح هذه الجرائم أمام الرأي العام الدولي، والدفاع عن حق الشعب السوداني في الحرية والكرامة ووحدة الوطن.
يُذكر أن المجلس العربي هو إطار سياسي وفكري يترأسه الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي، ويضم نخبة من الشخصيات العربية من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية.