تصاعدت حملة عالمية لمقاطعة أبوظبي، على خلفية اتهامات متزايدة بدعمها لقوات "الدعم السريع" المتورطة في مجازر السودان، وسط مطالبات بمحاسبتها على ما وصفه ناشطون بـ"تورط مباشر في تأجيج الصراعات الإقليمية وتمويل حرب الإبادة الجارية في الفاشر".
وأوضح ناشطون من القائمين على الحملة أن الهدف منها هو الدعوة إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة ما أسموه بـ"إمارات الشر" التي لم تتورع عن إراقة الدماء في مصر وليبيا وتونس والسودان واليمن وسوريا.
وتشمل أهداف الحملة: "مقاطعة جميع المنتجات الإماراتية، والتوعية بكود البضائع الخاص بها، مقاطعة السفر إلى الإمارات والسياحة فيها، وإطلاق حملات ترويجية بكل اللغات تُبرز خطورة السياحة هناك، مع التحذير من ممارسات تتعلق بتصوير الزوار في الفنادق واستخدام تلك الصور للابتزاز لاحقًا".
كما تشمل الدعوة إلى مقاطعة شركتَي الطيران الإماراتية والاتحاد، وحذف قناة "سكاي نيوز عربية" من أجهزة الاستقبال، إلى جانب القنوات الرياضية التابعة لأبوظبي، ومراسلة التوكيلات والشركات العالمية لحثها على نقل مكاتبها الإقليمية من الإمارات إلى دول أخرى مثل السعودية، تحت طائلة المقاطعة في حال الرفض.
إضافة إلى الدعوة لتحديد يوم موحّد يتفق عليه الجميع لتنظيم تظاهرات أمام السفارات الإماراتية في مختلف دول العالم، للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه سياسات أبوظبي.
وقالت ناشطة أمريكية: "علينا مقاطعة الإمارات. إنها تسلّح الحرب الدائرة في السودان. مئات الآلاف من النساء تعرّضن للاغتصاب والتعذيب، وملايين الناس شُرّدوا وقُتلوا، والإمارات شريك في ذلك".
وقال صاحب حساب "ولفيرين": "هذا أفضل قرار محاربة الإمارات في كل النواحي اقتصاديًا وأيضاً النواحي السياحية، ومقاطعة بضائع الإمارات وعدم زيارتها، وهذا أقلّ الايمان لمساندة أهل السودان المنكوب".
من جانبها، قالت مريم فرحات: "دم السودان شهادة حيّة على أن المال الإماراتي أقذر من الرصاص. فهو يُغري القتلة، ويكتم أنين الجوعى، ويشتري المواقف الدولية بثمن بخس".
وأضافت: "الإمارات في سوريا، دعمت ميليشيات القتل، وفي اليمن أشعلت حربًا أنهكت جيلًا بأكمله، وفي ليبيا مزّقت وطنًا كان موحّدًا، وها هي الآن تسعى لتقسيم السودان. الإمارات مشروع صهيوني".
أما علي العريشي فقال: "الإمارات استغلت طيبة أهل السودان ودعمت الميليشيات الإرهابية بدلًا من دعم الدولة السودانية (...) يجب مقاطعة الإمارات والوقوف بحزم ضد الإرهاب الذي يدعم محمد بن زايد".
وعلّق حساب "صوت الحرية" قائلًا: "لم يحدث أن أُهينت حكومة بهذه الطريقة وعلى رؤوس الأشهاد كما يحدث مع عيال زايد. سبحان الله الذي فضحهم أمام الخلائق على لسان مندوب السودان، الذي كشف للعالم أن الإمارات تموّل الإجرام بحق المدنيين".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد كشفت، نقلًا عن مسؤولين في وكالات استخباراتية، أن أبوظبي أرسلت خلال الأشهر الأخيرة شحنات من الأسلحة والطائرات المسيّرة المتطورة إلى ميليشيا "الدعم السريع".
وأظهرت تقارير صادرة عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) ومكتب الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية زيادة لافتة في تدفق المعدات العسكرية الإماراتية منذ فصل الربيع، ما أثار استياءً داخل واشنطن التي تسعى لاحتواء الصراع.
وفي السياق نفسه، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن ملفين اطّلع عليهما مجلس الأمن الدولي، أظهرا وصول أسلحة بريطانية الصنع إلى أيدي ميليشيا "الدعم السريع" عبر أبوظبي، التي اتُّهمت بتحويل تلك الأسلحة من صفقات بريطانية إلى قوات متورطة في جرائم إبادة جماعية بالسودان.