أحدث الأخبار
  • 11:54 . تبريرات فوق أشلاء الفلسطينيين.. كيف دافع المقرّبون من أبوظبي عن لقاء عبدالله بن زايد ونتنياهو؟... المزيد
  • 09:05 . المقاومة تعلن قتل جنود إسرائيليين في عمليات متصاعدة بمدينة غزة... المزيد
  • 08:54 . حمد بن جاسم: من دمر غزة هو المسؤول عن إعادة إعمارها... المزيد
  • 08:37 . تشاد.. شركة إماراتية تدشن مشروع تزويد 274 ألف منزل بالكهرباء النظيفة... المزيد
  • 08:25 . الإمارات تبحث مع كندا تعزيز التعاون بقطاعات الطيران واللوجستيات... المزيد
  • 07:57 . الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير مشروع قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين... المزيد
  • 07:11 . عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تحذر نتنياهو من عرقلة خطة ترامب... المزيد
  • 01:02 . الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع: أي لقاء مع ممثلي الاحتلال سيظل وصمة عار تاريخية... المزيد
  • 12:44 . توقعات بزيادة 64 ألف وحدة عقارية في أبوظبي بحلول 2028... المزيد
  • 12:28 . وزير خارجية مصر: لا أمن لـ"إسرائيل" إلا بأمن الآخرين... المزيد
  • 12:23 . إيران تندد بإعادة فرض العقوبات الأممية وعملتها تهبط لأدنى مستوى... المزيد
  • 12:10 . واشنطن بوست تكشف تفاصيل جديدة عن مقترح ترامب لوقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:08 . رئيس كولومبيا بعد إلغاء تأشيرته: أميركا لم تعد تحترم القانون الدولي... المزيد
  • 10:57 . السعودية تدعو لتحرك دولي لوقف العدوان على غزة... المزيد
  • 10:53 . اتهامات لبريطانيا بالتواطؤ مع أبوظبي في غسل أموال لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 09:17 . السعودية تبدأ استقبال طلبات لتشغيل المركبات ذاتية القيادة... المزيد

روسيا تُكشّر عن أنيابها

الكـاتب : محمد بن هويدن
تاريخ الخبر: 30-11--0001

محمد بن هويدن

الدب الروسي هو الوصف الذي ظلت توصف به روسيا منذ القرن السابع عشر. وطبيعة هذا النوع من الدببة وغريزته الفطرية لا تجعل منه حيواناً هجومياً، بمعنى أنه حيوان لا يهاجم إلا دفاعاً عن النفس، وهذا ما يحاول الروس الإشارة إليه في وصف بلدهم بالدب الروسي.

لكن الغرب لا يفهم هذه اللهجة أو لا يريد أن يفهمها بذلك المعنى، بل إنه ومنذ القرن التاسع عشر استثمر الغرب هذا الوصف لنعت روسيا باعتبارها دولة كبيرة في الحجم وأنها دولة متوحشة وخطيرة.

روسيا اليوم تُكشر عن أنيابها ـ لا سيما فيما يحدث على حدودها مع أوروبا ـ ليس رغبة في توسيع رقعتها الجغرافية وإنما دفاعاً عن النظام القائم منذ أكثر من أربعمائة سنة، وهو النظام الذي كانت روسيا دائماً ما تعتبر المناطق المجاورة لها مناطق حيوية ولا يمكن أن ترضى بأن تسقط تلك المناطق المجاورة تحت نفوذ أية دولة غير نفوذ روسيا.

هذا ما لا يريد الغرب أن يفهمه أو أن يتعامل معه. فالغرب يؤمن بأن فترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991 جعلت العالم في يد الفكر الرأسمالي والليبرالي الغربي الذي لا بد أن يكتسح كل بقاع الأرض متجاهلاً مصالح الدول الأخرى، فلا مصلحة تعلو على مصلحة الغرب في عالم اليوم، وهذا ما لا يمكن لدول فاعلة في النظام الدولي مثل روسيا والصين أن ترضخ له.

روسيا اليوم مليئة بالوطنيين الذين لا يروق لهم ما تفعله الولايات المتحدة ومعها الغرب في تهميش روسيا وتقزيمها في السياسة الدولية. فهم يدعمون وبقوة توجهات الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعتبرونه بحق المدافع الأول عن مصالح روسيا ومكانتها في العالم.

فالتحرك الروسي ضد أوكرانيا له ما يبرره سياسياً، فروسيا لا يمكن أن تقبل بتحول أوكرانيا لتصبح دولة عضواً في حلف الناتو، وبالتالي تخلق وجوداً عسكرياً للولايات المتحدة والغرب على الحدود المباشرة مع موسكو، هذا كأنك تقول أن تتحول كندا أو المكسيك لدائرة التحالف والنفوذ الروسي، وهو مالا يمكن أن يكون مقبولاً للولايات المتحدة على الإطلاق.

فواشنطن ما زالت تؤمن بأسس فكر مبدأ مونرو الذي وضع قبل نحو 190 سنة والقاضي بعدم السماح لأية قوة بأن تنشئ نفوذاً لها في أميركا الجنوبية باعتبارها منطقة مصالح حيوية للولايات المتحدة.

إن السياسيين الأميركيين ولاسيما المحافظين الجدد منهم ووسائل إعلامهم المختلفة ما زالوا لا يريدون أن يدركوا أن روسيا قوة عسكرية ذات مصالح عالمية لا يمكن تهميش مصالحها لصالح الولايات المتحدة. فهم يحملون التفسيرات المتعددة لإخافة، ليس فقط الأميركيين، بل أيضاً إخافة العالم من نوايا روسيا.

إن ما قامت به روسيا مرفوض بشكل قانوني، فهي لم تنتهك ميثاق الأمم المتحدة فحسب بل انتهكت الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين أوكرانيا وروسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي والقاضية بحماية سلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها من التدخلات الأجنبية في مقابل تنازل أوكرانيا عن مخزونها من السلاح النووي الذي كان في تلك الفترة ثالث أكبر مخزون للسلاح النووي في العالم.

لكنه من الناحية السياسية ووفقاً للنظرة الروسية ومعها من يؤيدها في العالم يعتبر التحرك الروسي لضم القرم مبرراً سياسياً. فالدافع الرئيس وراء ما قامت به روسيا هو سياسات الغرب الساعية لتقويض روسيا ونفوذها والتعامل معها كمجرد دولة أخرى لابد من أن تتماشى مع النفوذ الغربي. وهو ما لا يمكن أن ترضى به موسكو.

إن التحرك الروسي أثبت وبوضوح أن موسكو أقوى من واشنطن في المسألة الأوكرانية بالذات وفي المنطقة الشرقية من أوروبا بشكل عام. وهو ما يمكن أن يفتح المجال أمام دول العالم الأخرى إلى أن: أولاً تنتهج ذات النهج الروسي في التعامل مع بعض القضايا الإقليمية، وثانياً أن تتقارب مع روسيا باعتبارها دولة قادرة على خلق التوازن مع واشنطن.

إن تحرك روسيا في المسألة الأوكرانية هو تحرك طبيعي عند الروس باعتباره للدفاع عن روسيا ومصالحها، تماماً كما هو حال الدب الروسي الذي يهاجم دفاعاً عن النفس.