أجرى ضابط رفيع مقرب من قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الأسبوع الماضي زيارة سرية إلى "تل أبيب" لبحث إكمال عملية التطبيع وتهدئة الخلافات مع أبوظبي، بحسب ما أفاد موقع "الراكوبة" السوداني، نقلاً عن مصدر لم يسمه.
وقال الموقع إن مصدراً مطلعاً داخل الجيش السوداني كشف أن الفريق الصادق إسماعيل المدير السابق لمكتب القائد العام، والذي عينه الفريق أول عبد الفتاح البرهان مبعوثاً شخصياً له بعد ترقيته لرتبة الفريق، زار في الأسبوع الماضي "إسرائيل" في مهمة أحيطت بالسرية حتى انتهاء الزيارة.
وأوضح أن مضمون الزيارة يتمحور في خطوطه العريضة حول التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي لتسويق البرهان لدى الإدارة الامريكية الجديدة (إدارة ترامب) وتهدئة التوتر لدى حكومة أبوظبي تجاه البرهان والجيش السوداني عموماً.
وتتهم السلطات السودانية أبوظبي بإشعال الحرب في بلادها عبر إسناد قوات الدعم السريع، بينما نفت الإمارات ذلك وقالت إن "تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها".
إتمام التطبيع
وبشأن عملية التطبيع، قال الموقع إن مبعوث البرهان أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغبة البرهان في إكمال خطوات التطبيع بين البلدين والترتيب للتوقيع عليها مقابل نيل الدعم الاسرائيلي للسودان في المرحلة القادمة.
ولفت إلى أن المبعوث السوداني أوضح أن التقارب مع إيران الأخير والذي أزعج الحكومة الاسرائيلية فرضته الضرورة على البرهان في ظل العزلة والضغوط الإقليمية والدولية التي واجهت السودان منذ اندلاع الحرب، والحاجة الماسة للدعم العسكري النوعي من أي جهة لتحقيق النصر المنشود في هذه الحرب.
وبحسب الموقع، فقد وعد البرهان على لسان مبعوثه بإكمال أي التزامات أو شروط تضعها تل أبيب في سبيل إتمام الاتفاق في أقرب وقت ممكن.
ونقل الموقع عن مصدر وصفه بـ"المقرب من قائد الجيش السوداني" قوله إن البرهان أوصل رسالته إلى "إسرائيل" حول شعوره بعدم التعاون في ظرف الحرب الدائرة منذ عامين، وأنه كان يتعشم في الحصول على أسلحة تمكنه من التغلب على قوات الدعم السريع منذ بدايات الحرب.
وأوضح البرهان عدم وجود مبرر للاحتلال الإسرائيلي في شعوره بالغضب من التوجه نحو إيران حيث إنه فعل ذلك بسبب عدم تلقيه المساعدات العسكرية المرجوة من "إسرائيل" التي بدأ معها اتفاقاً للتعاون قبل 5 سنوات.
وزاد المصدر بأن البرهان أكد لـ"إسرائيل" أنه كان يأمل في الحصول على هذه المساعدة في توقيت مهم للغاية كان من شأنه يسهم في تحقيق انفراجة حقيقية في العلاقات بين البلدين، ويغير نظرة كثير من السودانيين تجاه الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة قدمت الشهر الماضي شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات؛ على خلفية اتهامها بدعم قوات الدعم السريع، حيث تتطلع الخرطوم إلى أن تكون محكمة العدل الدولية، بصفتها الهيئة القضائية العليا في الأمم المتحدة، هي الجهة المعنية بإصدار حكم يمكن أن يؤدي إلى تحميل الأطراف المتورطة مسؤولية تصرفاتها، وفي نفس الوقت، يمكن أن يكون هذا القرار خطوة مهمة في تعزيز حماية حقوق الإنسان في السودان ودارفور.
وبحسب الشكوى، فإن "الإمارات ما زالت تواصل تقديم الدعم لقوات الدعم السريع، وأن ذلك يشمل عدوانا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا جديا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.