زار الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، أمس الخميس، العاصمة الباكستيانية إسلام آباد، أجرى خلالها مباحثات رسمية مع محمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان.

ووفق وكالة أنباء الإمارات "وام"، فإن الزيارة جاءت نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس البلاد.

وأعرب الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، في ختام الزيارة، عن شكره وتقديره للجانب الباكستاني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق، متمنياً لباكستان وشعبها دوام التقدُّم والنماء والازدهار.

وتتطلع باكستان إلى دولة الإمارات للحصول على مساعدة اقتصادية، حيث ركزت الاتفاقيات الأخيرة بينهما على التعدين والموانئ والسكك الحديدية.

توقيع اتفاقيات تعاون

وعلى هامش اللقاء، شهد لقاء ولي عهد أبوظبي ورئيس وزراء باكستان توقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون المشترك والشراكات الاستراتيجية في مجالات متنوّعة بين مؤسسات وشركات من كلا البلدين.

ووقّعت مجموعة موانئ أبوظبي مذكرة تفاهم في مدينة كراتشي الباكستانية، مع مجلس الاستثمار الباكستاني لاستكشاف فرصة تطوير منطقة صناعية بالقرب من ميناء كراتشي وميناء قاسم.

وأعلنت المجموعة أيضاً توقيع ثلاث اتفاقيات أخرى منفصلة، تسهم من خلالها في رفد التجارة والاقتصاد في البلاد عبر محفظة أعمالها المتكاملة التي تضم قطاع الموانئ، وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، والقطاع البحري والشحن، والقطاع اللوجستي، والقطاع الرقمي.

ويمثل التوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة جديدة ومذكرة تفاهم، توسعاً مهماً لأنشطة المجموعة في باكستان من خلال الاتفاق على العمل مع جهات باكستانية مختلفة على رقمنة وتحديث أنظمة إدارة الجمارك في ميناء كراتشي، وتحسين جودة ونطاق الخدمات البحرية، وخدمات التجريف، ومشاركة السفن، علاوة على تقديم حلول لوجستية متكاملة.

وبموجب الاتفاقيات الجديدة أيضاً، تلتزم مجموعة موانئ أبوظبي بالعمل مع شركائها الباكستانيين لاستكشاف فرص إنشاء منطقة صناعية للشركات الصناعية والتجارية بالقرب من ميناء كراتشي وميناء قاسم، وتوفير حلول لوجستية متكاملة براً وبحراً وجواً، علاوة على خدمات التخزين والتوزيع،

وجرى أيضاً، على هامش اللقاء، توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين شركة قطارات الاتحاد ووزارة السكك الحديدية الباكستانية، حيث يهدف هذا التعاون إلى تطوير وتعزيز الكفاءة التشغيلية لشبكة السكك الحديدية الحالية، بالإضافة إلى إنشاء خط جديد للسكك الحديدية، وذلك بهدف تعزيز منظومة الربط بين المناطق في باكستان وتسهيل عملية التنقُّل ودعم النمو الاقتصادي في البلاد.

 كما تم توقيع اتفاقية في مجال التعدين بين "انترناشونال ريسورسيس هولدينغ"، الشركة الفرعية المتخصصة في استخراج الموارد الطبيعية، وهي شركة تابعة لشركة 2 بوينت زيرو التابعة لـ الشركة العالمية القابضة، من الجانب الإماراتي؛ وشركة ماري انرجي الباكستانية؛ لإنشاء مشروع استكشاف مشترك لمعدنَي النحاس والذهب في منطقة شاغاي في إقليم بلوشستان.

 وجرى توقيع اتفاقية بين شركة "إيف هولدينغ آر سي إس"، التابعة لشركة 2 بوينت زيرو، و"فيرست وومن بنك ليمتد" (بنك المرأة الأول)، تمتلك بموجبها "إيف هولدينغ آر سي إس" ما نسبته 82.64% من حصة أسهم البنك، الذي يدير 42 فرعاً في مختلف أنحاء باكستان، وذلك ضمن عملية الخصخصة التي تُنفّذها الحكومة الباكستانية في عدد من القطاعات.

دلالات الزيارة

في 11 فبراير زار رئيس الوزراء الباكستاني أبوظبي وبحث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في المنطقة.

وتعكس زيارة ولي عهد أبوظبي، الدور الذي تلعبه أبوظبي في تعزيز الاستقرار في جنوب آسيا من خلال دعم باكستان ومساعدتها في التخفيف من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها.

كما أن باكستان تمر بتحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك تضخم مرتفع، وأزمة ديون، ونقص في العملة الصعبة. هذه الظروف تجعل باكستان بحاجة ماسة للدعم المالي والاستثماري، ويأتي توقيت الزيارة في سياق تعزيز الدعم الإماراتي في هذا المجال.

 وقد حرصت أبوظبي على دعم الشعب الباكستاني في مواجهة التحديات ودفع عجلة التنمية المستدامة.

لماذا ولي عهد أبوظبي؟

كما أن  زيارة ولي عهد أبوظبي بدلاً من نائب رئيس الدولة أو أحد وزراء حكومة أبوظبي تعكس النفوذ السياسي الكبير التي يتمتع به رئيس الدولة في قيادة السياسة الخارجية للبلاد وتفرده في احتكار الكثير من القرارات والتمثيلات الخارجية مخالفا بذلك قوانين الدولة الاتحادية.

كما أن زيارة ولي عهد أبوظبي لباكستان، تأتي بعد تقديم الإمارات 3 مليارات دولار لدعم اقتصاد باكستان المتعثر.