أحدث الأخبار
  • 10:15 . مباحثات سعودية هندية حول تعزيز العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية... المزيد
  • 08:53 . إيرباص: جميع طائراتنا مزودة بأجزاء صنعت في الإمارات... المزيد
  • 07:47 . البيتكوين تقترب من 92 ألف دولار... المزيد
  • 07:38 . سبعة إجراءات لمواجهة "الابتزاز الإلكتروني" في الإمارات... المزيد
  • 07:06 . مرشح ترامب لمنصب السفير لدى الاحتلال يدعم ضم الضفة الغربية... المزيد
  • 06:32 . ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 43 ألفا و712 شهيدا... المزيد
  • 06:29 . "التربية" توجه بمصادرة الهواتف من الطلبة داخل الحرم المدرسي... المزيد
  • 01:20 . "مصدر" تطور محطة لطاقة الرياح في كازاخستان بمليار دولار... المزيد
  • 12:30 . احترس.. هذه العلامات تشير إلى ضرورة فحص أذنيك... المزيد
  • 12:25 . أمريكا تشن ضربات جديدة ضد مجموعات مرتبطة بإيران في سوريا... المزيد
  • 11:58 . السعودية تعلن مغادرة الرئيس التنفيذي لمدينة نيوم لمنصبه... المزيد
  • 11:48 . النفط يقلص خسائره وسط توقعات بشح المعروض في الأمد القريب... المزيد
  • 10:53 . ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”... المزيد
  • 10:43 . تعويض عراقيين تعرضوا للتعذيب في سجن أبو غريب... المزيد
  • 09:53 . حاخام اليهود لدى الإمارات "يفضح" محمد الحسيني: وصل السعودية بمساعدة إسرائيلية... المزيد
  • 02:37 . الإمارات تعلن إرسال طائرة المساعدات الإنسانية الـ18للبنان... المزيد

مركز حقوقي: اعتقال النشطاء الإماراتيين أثر على مواقف المجتمع من القضية الفلسطينية

تعبيرية
متابعة خاصة – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 30-10-2024

قال مركز "مناصرة معتقلي الإمارات"، اليوم الأربعاء، إن اعتقال الأجهزة الأمنية في أبوظبي للنشطاء الإماراتيين منذ أكثر من 12 عاماً أثر بشكل كبير على مواقف المجتمع الإماراتي تجاه القضية الفلسطينية.

وقال المركز، في تقرير له، إنه منذ بداية عام 2012، بدأت السلطات الإماراتية في تنفيذ حملة اعتقالات مكثفة طالت أبرز الشخصيات التي كانت تنادي بحقوق الفلسطينيين وتعارض التطبيع. مشيراً إلى أن "هذا القمع لم يكن مجرد استهداف لأفراد، بل جزءًا من استراتيجية شاملة لخلق بيئة سياسية تتماشى مع توجهات الدولة نحو التطبيع، عبر إقصاء الأصوات المعارضة وترويج صورة زائفة عن توافق المجتمع الإماراتي مع هذه السياسات".

وأكد أنه في ظل التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة، ومع تزايد التوجه نحو التطبيع مع "إسرائيل"، وجدت السلطات الإماراتية نفسها أمام تحدٍ داخلي يتمثل في النشطاء والمثقفين الذين رفعوا أصواتهم دعمًا للقضية الفلسطينية ومعارضةً لأي شكل من أشكال التعاون مع "إسرائيل".

قمع الأصوات الداعمة لفلسطين

وبحسب المركز، فقد تزامنت حملة الاعتقالات بحق النشطاء المدافعين عن القضية الفلسطينية مع بروز أصوات حكومية مؤيدة للتطبيع مع "إسرائيل"، أبرزها ضاحي خلفان، الذي كان صريحًا في تأييده للتطبيع ويظهر كأنه خارج التيار العام.

وأضاف أن الواقع كشف أن خلفان كان جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها الحكومة الإماراتية لتوجيه الرأي العام نحو قبول التطبيع؛ ولتحقيق هذا الهدف، كان على الدولة إسكات الشخصيات البارزة التي قد تعترض على هذا التوجه، وهو ما تم من خلال الزج بهؤلاء النشطاء خلف القضبان ومنعهم من الوصول إلى الجمهور.

وأكد المركز أن هذا القمع الممنهج أدى إلى تهميش الأصوات المناهضة لـ"إسرائيل"، مما أتاح للحكومة أن تروج للتطبيع دون أي مقاومة تذكر، وتخلق صورة خادعة توحي بتوافق كامل داخل المجتمع الإماراتي.

أبرز النشطاء المعتقلين

استهدفت حملة الاعتقالات عددًا من الشخصيات المؤثرة التي كانت تقف بصلابة ضد التطبيع وتدعم القضية الفلسطينية، ومنهم:

أحمد منصور: ناشط حقوقي بارز عُرف بمواقفه الصريحة ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعمه غير المحدود للشعب الفلسطيني. في تغريداته عام 2014، انتقد منصور دعم بعض الدول الخليجية لـ"إسرائيل"، واعتبر أن صمود المقاومة في غزة هو تعبير عن إرادة لا يمكن قمعها، ودعا إلى محاسبة "إسرائيل" وفقًا للقانون الدولي لتجنب تكرار الاعتداءات على غزة.

ناصر بن غيث: أكاديمي وناشط، كان دائمًا في صف المدافعين عن حقوق الفلسطينيين، وتحدث بشكل صريح عن الصمود الفلسطيني. في إحدى تغريداته، وصف غزة بأنها "حرب إرادات" وليس فقط حرب سلاح، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني الذي وصفه بأنه يستحق المجد والإعجاب.

الدكتور محمد الركن: محامٍ وناشط حقوقي، كان عضوًا في "لجنة مقاومة التطبيع" قبل حلها، ومن المعروف أنه كان أحد أبرز المدافعين عن حق الفلسطينيين ورفض التطبيع مع "إسرائيل". دافع الركن باستمرار عن الشعب الفلسطيني، مما جعله مستهدفًا في حملة الاعتقالات الرامية إلى إسكات الأصوات المعارضة.

الشيخ محمد عبدالرزاق الصديق: أحد الشخصيات العامة البارزة، كان له دور في المظاهرات التي خرجت عام 2008 على كورنيش بحيرة خالد في الشارقة، تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية. ألقى كلمة مؤثرة تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي ورفض أي شكل من أشكال التطبيع، ما جعل صوته مقلقًا للسلطات الساعية لإحكام سيطرتها على الرأي العام.

الدكتور علي الحمادي: من الشخصيات التي كانت تُعارض التطبيع بشدة، وكان يرى أن المسجد الأقصى حق مقدس للمسلمين. حث الحمادي المسلمين على الدفاع عن مقدساتهم قبل أن تُدمر، ودعا الحكومات والشعوب الإسلامية إلى إرسال رسالة واضحة تعبر عن رفضها لسياسات "إسرائيل" ومن يدعمها، خصوصًا الولايات المتحدة.

وأكد المركز أن غياب النشطاء الإماراتيين المدافعين عن القضية الفلسطينية سمح للسلطات الإماراتية بالدفع نحو تعزيز التطبيع بشكل أكثر صراحة ودون معارضة. فبعد إسكات هذه الأصوات وإخفاء الشخصيات المناهضة للتطبيع، وجدت أبوظبي نفسها في موقع يسمح لها بقيادة عجلة التطبيع في المنطقة العربية، حيث قامت في عام 2020 بتوقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل"، وسبقت ذلك بإلغاء قانون مقاطعتها.

إضافة لذلك، لعبت أبوظبي دورًا في تشجيع دول عربية أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة نحو التطبيع، مما أثر بشكل عميق على موقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية. هذا التغيير السياسي الكبير لم يكن ليحدث بهذه السلاسة لولا تهميش الأصوات الداعمة لفلسطين التي كانت تضغط للحفاظ على ثوابت الأمة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

فلسطين في عهد الشيخ زايد

أشار المركز إلى أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، كان رمزاً للدعم العربي الثابت للقضية الفلسطينية. مواقفه الراسخة ضد الاحتلال الإسرائيلي جعلت الإمارات في عهده تتصدر المشهد العربي في دعم الفلسطينيين. فقد قال الشيخ زايد عبارته الشهيرة في حرب أكتوبر 1973: "النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي"، مهددًا بوقف إمدادات النفط للدول التي تدعم "إسرائيل"، مما عكس موقفه الحازم في التصدي للعدوان الإسرائيلي.

ولم تكن هذه العبارة مجرد شعار، بل كانت تجسيدًا لرؤية الشيخ زايد التي اعتبرت إسرائيل "العدو الأول للعرب والمسلمين"، كما صرح بذلك في مقابلة عام 1969، مضيفًا: "من شذ عن هذا الموقف فليس منا". وقد تجلى دعمه الملموس للفلسطينيين في استقباله للشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، حين قال له: "إسرائيل تنهب أراضي العرب، والإماراتيون إخوانكم، ما يهينكم يهينهم".

وكان الراحل قد أصدر في عام 1972 مرسومًا بمقاطعة "إسرائيل" اقتصاديًا وسياسيًا، وكان هذا المرسوم التزامًا رسميًا يؤكد مبدأ رفض الاحتلال والتضامن مع الفلسطينيين.

وتتباين سياسات أبوظبي الحالية تجاه القضية الفلسطينية بشكل صارخ عن إرث الشيخ زايد، الذي كان يعتبر القضية الفلسطينية من ركائز السياسة الإماراتية. فقد بدأت السلطات منذ عام 2012 في اعتقال كل من يعبر عن دعمه لفلسطين أو ينتقد التطبيع.

وقال المركز إنه لو كان الشيخ زايد حيًا وكان مواطنًا عاديًا في الإمارات اليوم، لربما وُوجِهَ بتهم "تأييد الإرهاب" و"معارضة الدولة" بسبب مواقفه المناهضة لـ"إسرائيل"، ولربما كان أحد المعتقلين خلف القضبان.

وأكد أن هذا التحول من التضامن مع فلسطين إلى الانخراط في التطبيع مع "إسرائيل" يعكس تغيّرًا جوهريًا في سياسات الدولة، حيث باتت الأصوات الداعمة للعدالة وللقضية الفلسطينية تُعتبر مهددة للأمن، بينما يتم استبدال إرث الشيخ زايد بسياسات تبتعد عن مبادئه.

الرفض الشعبي للتطبيع

يرى المركز أن غياب هذه الشخصيات المؤثرة أدى إلى تشويه صورة الرأي العام الإماراتي، حيث أظهرت الحكومة الإماراتية حالة من التوافق الداخلي المزيف حول التطبيع مع "إسرائيل". مؤكداً أن إسكات الأصوات المعارضة عن طريق الاعتقال القسري والقمع أتاح للأصوات الداعمة للتطبيع أن تتصدر المشهد الإعلامي والسياسي، مما أعطى انطباعًا بأن المجتمع الإماراتي يتفق مع هذه السياسات، بينما الحقيقة أن هذه الاعتقالات كانت ضرورية لتأمين هذا المشهد الموجه.

وأضاف أن الإعلام الداخلي أصبح شبه خالٍ من أي صوت يطالب بحقوق الفلسطينيين أو يدعو لمقاطعة "إسرائيل"، مما يوحي بوجود دعم شعبي لمثل هذه السياسات، في حين أن الواقع يخفي تكميمًا منهجيًا لهذه الأصوات.

واختتم المركز أن سياسة اعتقال المعارضين للتطبيع لا تخلق توافقًا داخليًا حقيقيًا، بل تسعى لإخفاء الأصوات الحرة التي كانت تعبر عن رفض المجتمع الإماراتي للتطبيع وتأييده للحقوق الفلسطينية. مؤكداً أن استمرار هذا القمع سيبقي المجتمع الإماراتي أسيرًا لصورة مشوهة لا تعكس واقع مواقفه من القضايا العادلة، وسيسهم في تغذية العزلة بين الحكومة والمجتمع.