طالب إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، جامعة الدولة العربية إلى تبني خطة إستراتيجية وطنية وإسلامية للتمسك بالأرض والدفاع عن القدس، وتوفير الدعم المالي والمعنوي للفلسطينيين.
وجاءت دعوة هنية بالتزامن مع بحث جامعة الدول العربية، بمقر أمانتها العامة في القاهرة اليوم الأحد (2|11) الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وذلك في إطار اجتماع مجلس الجامعة غير العادي بناءً على طلب من دولة الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية ودعوة الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي.
وقال هنية في كلمة له خلال مشاركته، في مؤتمر علمي، بعنوان "استشراف مستقبل الصراع الإسلامي الصهيوني في فلسطين"، والذي نظمته الجامعة الإسلامية بغزة، اليوم الأحد: "لن تكفينا الخطب والاستنكارات ولا حتى التوجه إلى مجلس الأمن بخصوص ما يجري في القدس، ما نريده هو خطة إستراتيجية عربية إسلامية قوامها التمسك بالقدس ودعم المقاومة والمرابطين وتوفير الدعم المالي والسياسي لأنهم يتصدون لكل محاولات اقتحام الأقصى".
وحذر من هدم المسجد الأقصى، وتصفية القضية الفلسطينية، مضيفًا: "المسجد الأقصى تجاوز مرحلة التقسيم الزماني، والمكاني، إلى مرحلة الهدم التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع "المسجد الأقصى في خطر، ومرحلة هدمه باتت وشيكة، بفعل الحفريات والأنفاق التي تنفذها السلطات الإسرائيلية، في محيطه، وتحت أساساته، والخبراء يقولون، إنه بفعل التصدع يكفي أن تمر طائرة وتخترق حاجز الصوت لأكثر من عشرين مرة، فيهدم الأقصى، ويقيمون الهيكل المزعوم مكانه حسب مخططاتهم".
وشدد هنية على أنه لا أمن لهذا الاحتلال طالما أنه يحتل أرضنا، ولا استقرار له طالما أن الشعب الفلسطيني مشرد، معبرًا عن "فخره بعملية القدس التي نفذها الشهيد معتز حجازي، باطلاقه النار على احد قادة المستوطنين المتطرفين يهودا غليك المعروف باقتحاماته المتكررة للمسجد الاقصى".
واعتبر غزة عاصمة الصمود الإسلامي لما مثّله هذا الشعب في ظل حالة الانهيارات الهائلة التي تشهدها الأمة أمام الزحف الغربي والإسرائيلي.
وتساءل هنية قائلًا "هل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بغزة ليس إرهابًا واحتلال أرضنا ليس ارهابًا وانتهاك المقدسات والمسجد الأقصى ليس ارهابًا؟
وأشار إلى أن أخطر ما يعيشه العربي والمسلمين اليوم هو الدعوة إلى التطبيع مع المحتل، موضحًا أن هناك تنافس في المستويات الرسمية في الاعتراف بالاحتلال والتطبيع معه، منوهًا إلى أن قادة الاحتلال كانوا يتفاخرون بالتطبيع والتحالفات مع العرب خلال العدوان على غزة.
وتطرق إلى وعد بلفور الذي تحل ذكره السنوية اليوم الأحد، محذرا من إقصاء التيار الإسلامي من الحكم وما قد ينتج عن ذلك من مخاطر.
وقال هنية: "بعد 100 عام على وعد بلفور المشئوم لم يوفر الكيان الإسرائيلي له شرعية الوجود على أرض فلسطين ولا الأمن السياسي ولا المجتمعي ولا الاقتصادي، خصوصًا بعد العدوان الأخير على غزة وضرب نظريات وجوده".
وأشار إلى وجود تراجع كبير وواضح في الدعم والاعتراف الدولي بالكيان الإسرائيلي، حتى لدى الدولة التي منحت وعد بلفور وهي بريطانيا، والتي اعترف مجلس عمومها بالدولة الفلسطينية، مبينًا أن الشيء الثابت هو أن الأرض والقدس لنا مهما طال الزمان.
وحذر هنية مخاطر عدم قبول وجود التيار الإسلامي في الحكم العربي، وما اسماه ظهر عمليات الردة عن إرادة الشعوب بهدف إزاحة الإسلاميين عن الحكم ورفض الشراكة السياسية"، مشيرا إلى أن هناك "إشغال للأمة وتفكيك لدول وإعادة تركيب لهذه المنطقة". وفق قوله.