لم تكن أحدث تصريحات واشنطن بشأن الأزمة في سوريا والعراق متفهمة لدى حلفائها في المنطقة، لدرجة أنهم ابتكروا سياساتهم الخاصة بهم.
وبينما تتسع الفجوة بين أمريكا- التي تضع على رأس أولوياتها تدمير "الدولة الإسلامية"، المعروفة أيضًا باسم "داعش"- وأجهزة المخابرات في الشرق الأدنى والخليج. يبرز إسقاط بشار الأسد كهدف رئيس لدى البعض، مثل جهاز المخابرات الوطني التركي والاستخبارات العامة السعودية.
وفي مؤشر على وجود تراجع سني، تتضمن العمليات الرئيسية السعودية في التحالف جمع معلومات استخباراتية جوية فوق سوريا؛ من خلال طائرات إف-16 التابعة للمللكة، مع التركيز بشكل خاص على النظام العلوي السوري، أكثر من أهداف "الدولة الإسلامية".
وعلى نحو مماثل، رفعت القوات الجوية الإماراتية والسعودية من مستوى تدريباتها مع تركيا في قاعدة قونية الجوية استعدادًا لهجوم محتمل ضد دمشق.
وحتى الاجتماع الذي انعقد في باريس يوم 12 أكتوبر، بين المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا دانيال روبنشتاين، ورئيس ديوان رئاسة إقليم كوردستان فؤاد حسين، ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم محمد، لن يجعل الأمور أفضل.
وهو الاجتماع الذي وضع الشروط التي ستُقَدِّم بموجبها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الدعم لأكراد سوريا الذين يقاتلون "الدولة الإسلامية". إلى جانب إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين الجانبين، في ظل شحنات الأسلحة التي هي بالفعل قيد النقل.
مثل هذه القرارات تثير غضب أنقرة، التي يشاركها في موقفها عدد كبير من الدول السنية في المنطقة. علاوة على ذلك، أفادت أجهزة مخابرات الخليج بتسليم شحنات أسلحة إلى الحرس الثوري الإيراني (الباسدران) في إربيل، ثم نقلها بواسطة عملاء المخابرات الأمريكية إلى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
وعلى ما يبدو أن "الدولة الإسلامية" أسقطت إحدى الشحنات، التي كانت منقولة على متن طائرة نقل عسكرية أمريكية من طراز سي-130 هيركوليز. فيما لا تزال إمكانية إعادة تأهيل الأسد في مواجهة التحالف الخلفي بين الولايات المتحدة والأكراد وإيران أمرًا غير مقبول لدى الرياض وأنقرة.
ولا تزال النقطة الرئيسية الأخيرة من الاتفاق بين واشنطن وحلفائها السنة هي تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في تركيا. ولا تزال المخابرات الأمريكية والتركية والسعودية تعولان على أحرار الشام. ورغم أن المجموعة خسرت العديد من كبار قادتها في هجوم شنته "الدولة الإسلامية" في سبتمبر، فإنها القوة الوحيدة القادرة على إلحاق خسائر بالنظام في دمشق، بفضل طائرات الهليكوبتر التي أخذتها من الجيش السوري وطياريها المدربين.