10:33 . أكثر من 100 شهيد في مجزرة جديدة للاحتلال ببيت لاهيا... المزيد |
07:35 . جزائية أبوظبي تقضي بحبس وتغريم ثلاثي الزمالك... المزيد |
06:35 . وفاة الممثل المصري حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عاماً... المزيد |
06:16 . حزب الله ينتخب نعيم قاسم أمينا عاماً جديداً والاحتلال يتوعد باغتياله... المزيد |
01:17 . لأول مرة.. نتنياهو يقر بالوقوف وراء اغتيال إسماعيل هنية... المزيد |
12:55 . خريجون يشكون سوء التدريب المهني في الجامعات... المزيد |
12:27 . الذهب قرب ذروة قياسية بسبب الانتخابات الأمريكية... المزيد |
11:50 . الحوثيون يعلنون مهاجمة ثلاث سفن في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي... المزيد |
11:36 . تشكيل مجلس أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية برئاسة ولي العهد... المزيد |
11:21 . مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي ببيت لاهيا تخلف عشرات الشهداء... المزيد |
11:01 . مقترح أمريكي لهدنة في غزة مطروح أمام مفاوضات الدوحة... المزيد |
07:18 . رودري نجم مانشستر سيتي يحرز الكرة الذهبية وسط غضب من الجمهور الملكي والبرازيلي... المزيد |
07:02 . الاحتلال يحرق مدرسة الفاخورة بجباليا... المزيد |
10:06 . "إكس" تحظر حساب خامنئي الجديد بالعبرية... المزيد |
09:06 . السعودية تعتزم رفع استثماراتها في أفريقيا إلى 25 مليار دولار... المزيد |
08:22 . جيش الاحتلال يواصل الإبادة شمال غزة يكثف نسف المنازل... المزيد |
لا يزال المشهد السياسي التونسي عاصفا وضبابيا بعد نتائج الانتخابات البرلمانية والتي انطوت على نوع من المفاجأة النسبية ليس نتيجة تراجع حزب النهضة عن الفوز بالمركز الأول وإنما لوصول "نداء تونس" إلى المركزالأول. وبين تحليل الشامتين وتبرير المريدين، أضحت الساحة التونسية على خارطة سياسية وحزبية جديدة. فما حقيقة ما حدث، هل انحسرت الثورة، هل عاد النظام السابق، وهل فقدت النهضة فرصة العودة إلى الحكم؟ وما هي خياراتها في االمعارضة، هل ستقدم نموذجا ودليلا على إيمان الإسلاميين بالديمقراطية وليس كما يتهمها البعض بأنها تؤمن بالانتخابات فقط؟
وزن النهضة الانتخابي .. فشل أم تعثر
بعد أول انتخابات شهدتها تونس بعد الثورة في أكتوبر 2011، فاز حزب النهضة ب89 مقعدا من أصل (217). أما "نداء تونس" فقد فاز ب 80 مقعدا في هذه الانتخابات، أي أقل من نسبة النهضة في الانتخابات الأولى. ولكن هذا لا يقلل من حجم تراجع النهضة إلى 70 مقعدا، وهي خسارة واضحة وكبيرة.
ورغم أن ربح الانتخابات وخسارتها هي "سنة" العمل السياسي وتداول السلطة ونتاج طبيعي لاختيارات الشعوب، إلا أن خصوم النهضة بالغوا في إظهار الشماتة السياسية، واعتبار خسارة جولة انتخابية بأنه فشل، رغم أن هذا المشهد يتكرر في الديمقراطيات العريقة، ويقرأ في سياق طبيعي.
طارق الحميد الكاتب السعودي في مقال له بالشرق الأوسط ذهب بعيدا في قراءة نتائج هذه الانتخابات، عندما اعتبر" فوز «نداء تونس» ليس عودة للفلول، بل هوانتصار للإرث الثقافي الحقيقي الذي شكله نهج، ومنهج، الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، وعليه فإن انتخابات تونس تقول لنا الآن إن إرث الدولة التونسية هو من نجح هناك، بينماخسر الإخوان، وبكل مكان، كما خسر معهم تيار الإسلام السياسي"، على حد زعمه.
مقابل ما ذهب إليه الحميد، قال رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان في مقال له:" صلابة النهضة وخبرتها السياسية والشعبية وتوفيقها في اتخاذ القرارات المؤلمة والتنازلات في الأوقات المناسبة جنب تونس المحنة، وحمى المسار الديمقراطي وحمى الثورة، وهذا هو المكسب الأهم من التجربة". وأضاف سلطان، "خسارة انتخابات حادث عارض يمكن تعويضه بعد عدة أعوام وربما بعد عدة أشهر إذا اضطرت البلاد لانتخابات مبكرة، ولكن خسارة الثورة كان ينهي كل شيء ويحبط المشروع الديمقراطي لعقود طويلة مقبلة،..، حققت النهضة نتيجة جيدة بكل تأكيد تجعلها قوة كبيرة ونافذة وتظل بديلا مطروحا يطارد الحزب المتصدر لأن الفارق ليس ضخما"، على حد تعبيره.
راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، حاول تفسير هذا التراجع في وزن النهضة الانتخابي بالقول:" إن «الشعب التونسي تعرّض لمحاولات متكررة من الغش ومن غسيل الأدمغة ولكنه سيبقى شعبا ذكيا ووفيا وأبيا».
النهضة والحكم.. عودة أم خروج
في الواقع، فإن الثورة التونسية تعرضت لمحن كبيرة وضغوط خارجية هائلة بأدوات داخلية، في أعقاب الانقلاب في مصر، ما أضطر النهضة للتخلي عن الحكم والخروج من الحكومة نهائيا وهي الأغلبية، أي لم يلتزم اللاعبون السياسيون بأصول الديمقراطية والأكثرية. وحتى عندما كانت النهضة هي الأغلبية، لم تكن أغلبية مطلقة بل تحالفت مع حزبين آخرين لتشكيل حكومة. ونداء تونس ليس أغلبية مطلقة اليوم أيضا، وقد يكون من الخيارات المناسبة والأفضل للفائز بالمركز الأول أن يشكل حكومة مع النهضة، لأن تحالف الأحزاب الكبرى مع احزاب صغرى في هذه الحالة يضعها في حالة ابتزاز سياسي ذو ثمن باهظ.
القائد السبسي زعيم قائمة نداء تونس صرح بعد الانتخابات" الناس الذين لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء، ليسوا أعداءنا بل منافسينا" وذلك في إشارة إلى حركة النهضة. لأنه يدرك هو والنهضة التي كان لها تصريح قبيل الانتخابات تؤكد على الشراكة الوطنية، أنه لا أحد يستطيع الانفراد بالسلطة. راشد الغنوشي الذي بارك لقائمة نداء تونس فوزها بالانتخابات، لم يأبه لخسارة جولة انتخابية وإنما كان المهم هو استمرار مخرجات الثورة وعدم السماح بعودة النظام السابق. فقد قال إن «النهضة لن تسمح بعودة أصنام الحزب الواحد والزعيم الأوحد والانتخابات المزيفة والمال الفاسد إلى الأبد». وأضاف، خلال مؤتمر شعبي أمام مقر حركة النهضة في العاصمة تونس: «المستقبل في تونس اليوم للحرية وللإسلام والوحدة الوطنية ورفض العنف والإقصاء والإرهاب».
برنامجان مختلفان
نظراللاختلاف بين برنامج النهضة ونداء تونس وتدخل جهات خارجية، يستعبد مراقبون، أن يدخل الجانبان في حكومة، ما يعني أن النهضة ستلعب دور المعارضة. فقد قال نائب رئيس حركة النهضة، عبد الحميد الجلاصي، إن «الخط السياسي لحركة النهضة والتحالفات المحتملة مع باقي الأحزاب ستكون مشروطة بتطبيق البرنامج الثوري وضمان استقرار تونس وعلى تحقيق أهداف الثورة وأن الموقع السياسي غير مهم بقدر أهمية البرنامج الذي ستضطلع به مستقبلا».
من جهته، قال القيادي بحركة "نداء تونس" ناجي جلول:"نحن سنتحالف مع من يشبهنا"، مذكرا بأن حزبه وعد ناخبيه بعدم التحالف مع حركة النهضة "لاختلاف المرجعيات الأيديولوجية". وهو ما يقلل من احتمالية مشاركة النهضة في حكومة قادمة.
النهضة في المعارضة
لا يمكن التنبؤ بعد بما ستؤول إليه مداولات ومشاورات تشكيل حكومة في تونس، غير أن الأرجح أن تقف النهضة في خندق المعارضة. وهنا، يمكن طرح عددمن التساؤلات، منها: هل تقدم سلوك معارضة بناءة، أم ترد على الحكومة الجديدة التونسية بإطلاق موجة من الاعتصامات والمظاهرات كما فعلت هي أثناء حكومة النهضة؟ المطلعون على تجربة النهضة السياسية يستبعدون أن تلجأ إلى الكيد والمناكفة السياسية، بل ستتجه إلى المعارضة الموضوعية، إلا إذا حاولت الحكومة التي ستشك لأغلبيتها نداء تونس من إعادة رموز سياسية سابقة، فمن المتوقع، ووفقا لتصريحات الغنوشي السابقة، ألا تسمح النهضة بذلك، ما يدفع البلاد نحو شكل جديد من شكل أشكال الرفض.
دلالات وإشادات بتجربة النهضة السياسية
بالنسبة للدلالات التي يمكن استخلاصها من التجربة التونسية، وذلك في إطار مقارنتها بأساليب التغيير التي شهدتها بقية دول الربيع العربي، أشارالكاتب والمحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي إلى ميزة غياب النبرة الاستئصالية للنخبة التونسية، موضحا أن الخط العريض للنخبة كان إدارة الصراع مع الإسلاميين وفق الدستور والقانون ونتائج الانتخابات. وأضاف الجورشي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن حركة النهضة ساهمت بفاعلية في إنجاح المسارالديمقراطي بسبب انغماسها في الخصوصية التونسية وعدم التعامل بوصفها حركة إسلامية عالمية.
وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "وستمنستر" البريطانية عبد الوهاب الأفندي إن أبرز الدروس المستفادة من التجربة التونسية هو "وجود جبهة متحدة من أجل الديمقراطية".
أما الكاتب الكويتي عبدالعزيز الفضلي، فقد اعتبر أن "الثورة المضادة في تونس جاءت عبر الانتخابات بتقدم «نداء تونس» والتي تجمع فلول النظام القديم، وبعض المعادين للتوجهات الإسلامية، وبدعم من الكارهين لنجاح ثورات الربيع العربي".
وتابع الفضلي، أعتقدأن حزب النهضة وإن لم يفز بأكبر عدد من المقاعد إلا أنه فاز بالحفاظ على استقرارالبلد، وفاز بتعزيز الجو الديموقراطي، وفاز بإفشال المؤامرة، وفاز بعدم إراقةالدماء، بل لقد وجّه صفعة قوية في وجه كل من يدعي أن الإسلاميين لا يحترمون صناديق الاقتراع، وبأنهم لا يعرفون سوى القتل والإرهاب.
من جهتها، قالت صحيفة التليجراف البريطانية:" اعتراف اسلاميي تونس بالإخفاق أنقذ الديموقراطية" فهو اقرار شديد الأهمية في اطار انتقال البلاد إلى النظام الديمقراطي.
وأضافت أن الحركة الاسلامية في تونس اختارت بذكاء، التسويات والحلول الوسطى على العنف والمواجهة لتكون الرابح الوحيد في منطقة دول الربيع العربي.