قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يناقش مع القادة العرب وتركيا كيف سيحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب هناك، وهو جهد لكسب التعاون الإقليمي وسط صراع دموي يهز الشرق الأوسط.
وأمس الإثنين، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بلينكن في العاصمة أبوظبي، قبل توجه الأخير إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل السفر إلى "إسرائيل".
وشدد رئيس الدولة، خلال لقائه بلينكن، على ضرورة العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لحماية أرواح المدنيين، وضمان توفير آليات دائمة وآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى سكان القطاع دون إعاقة، ومنع تهجيرهم، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات (وام).
ويقول مساعدو بلينكن إن القادة في الشرق الأوسط بدأوا محادثات حول ما قد يأتي بعد ذلك في غزة، وهو موضوع محفوف بالخلافات لم يرغبوا في مناقشته خلال الزيارات السابقة.
ورفض المسؤولون الأمريكيون تقديم تفاصيل عن المفاوضات، مشيرين إلى تعليقات بلينكن السابقة حول أهمية الحكم الموحد الذي يقوده الفلسطينيون للضفة الغربية وغزة، والجهود المبذولة لإصلاح السلطة الفلسطينية بهدف تجنب عملية عسكرية إسرائيلية مطولة.
وبحسب الصحيفة، فإن التركيز المتجدد يأتي على ما سيأتي بعد ذلك في غزة -وهي قضية تفصل المسؤولين الإسرائيليين بعمق عن القادة الإقليميين- في الوقت الذي أشار فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت لصحيفة وول ستريت جورنال إلى أن بعض القوات الإسرائيلية في غزة ستتحول قريبا مما أسماه "مرحلة المناورة المكثفة للحرب" إلى "أنواع مختلفة من العمليات الخاصة".
يقول المسؤولون الأمريكيون إن احتمال أن يبدأ الصراع في الانحسار في الأسابيع أو الأشهر المقبلة قد وفر حافزا للقادة الإقليميين ليصبحوا أكثر انخراطا في ما سيأتي بعد ذلك.
ويرى مسؤولون أمريكيون أن حافزا آخر لـ"تل أبيب" هو أن السعودية والدول العربية الأخرى يمكن أن تساعد في إعادة بناء غزة، ولكن على الأرجح ليس تحت احتلال إسرائيلي.
لكن دول الخليج، التي ضخت تاريخيا مليارات الدولارات من المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، تقول إنها غير راغبة في القيام بذلك مرة أخرى دون مسار واقعي لا رجعة فيه إلى الحل السلمي للقضية الفلسطينية، بحسب الصحيفة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس الإثنين 23 ألفا و84 شهيداً و58 ألفا و926 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.