أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

تعليم جيل بأكمله

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 26-10-2014

النظام التعليمي في أي مجتمع له أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية وعقدية لخدمة المجتمع والدولة، ومتى ما حاد هذا النظام عن أهدافه الأساسية أصبحت آثاره وبالاً على المجتمع والدولة، ولا شك أن جزءاً كبيراً من مأساة عصرنا والمتمثلة في هذا الفكر الأصولي المتطرف الذي بات يحرقنا ويحرق العالم كله، يتحمل عبأه النظام التعليمي والمناهج الدراسية والقائمون على عملية التعليم من مدرسين، أو بشكل أصح من تحول دوره إلى واعظ وداعية.

فشباب اليوم المتطرف هم نتاج طبيعي لعقود من التعليم التلقيني الخالي من المهارات وإعمال الفكر، والذي ركز على حشو الأدمغة الغضة بنوعية معينة من التعليم حتى باتت غير منشغلة بسواه، هذا النمط من التعليم الذي بات اليوم هو السبب في هذا المد المتطرف العنيف الذي يشهده العالم، بأبعاده الكارثية على جميع الأطراف.

البعض يقول جدلاً إن نسبة كبيرة من المحاربين الأجانب في الشرق الأوسط، كشباب داعش مثلاً، قد جاءوا من البلدان الغربية والتي تميزت بنوعية متقدمة من التعليم، وعلى الرغم من ذلك تحولوا إلى ارهابيين يحملون فكراً متطرفاً ونبذاً مخيفاً للآخر.

بالطبع كذلك، ولكن هذه الفئة من الشباب بالتحديد هم من نتاج المدارس الدينية الشرقية في الغرب، تماماً كالطلاب الذين يتخرجون في المدارس الغربية المنفتحة في بلداننا، فكلاهما يحمل نفس التوجه الذي زرع فيه خلال سنوات عمره الغض. فلا يجب أن نتوقع نتيجة مغايرة، فنحن نحصد ما زرعناه.

لقد أدركت دول الخليج، وقبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بقليل، أهمية مراجعة الأنظمة التعليمية، وبالخصوص المناهج الدراسية، بعد أن ظهرت بوادر الخلل في تلك المناهج، أولاً على شكل بطالة في سوق العمل، ومن ثم على شكل فكر متطرف لا يقبل الآخر ونظرة أحادية للإسلام لا تقبل القسمة. وعلى الرغم من جهود دول الخليج لمراجعة المناهج، إلا أن تلك الجهود على ما يبدو كانت غير كافية.

فالأحداث المتلاحقة التي شهدها القرن الحادي والعشرون ومد التطرف الذي خرجت حدوده إلى أبعد مدى، كانت دليلاً كافياً على أن جهودنا تحتاج إلى عقود طويلة من المراجعة الطويلة حتى نتخلص من ترسبات العقود الماضية، كما تحتاج إلى تكاتف دولي كبير بعد أن مد ذلك الفكر الأصولي جذوره إلى كافة قارات العالم.

فمن يتابع الأحداث العالمية يدرك أن معظم الدول المتقدمة قد أدركت تلك العلاقة بين التعليم والفكر المتطرف، وتم عقد الاجتماعات الدولية بين خبراء التعليم وبين الخبراء الأمنيين، لمنع المدارس والجامعات من التحول إلى بيئات حاضنة ومولدة للفكر المتطرف أو أن تكون أماكن لتجنيد المزيد من المتطرفين.

وقد أدرك الخبراء أن تلك الجهود تحتاج إلى الكثير من المساندة من قبل جهات عدة حتى تصبح عملية مقاومة المد المتطرف ممكنة، فمقاومة الإرهاب والتطرف تحتاج إلى مساندة الجهات الأمنية والاجتماعية والثقافية والدينية حتى تصبح العملية شاملة.

ومن الأسباب التي يراها المختصون ضرورية لعمل توازن في نفسيات الشباب، تفعيل الأنشطة الثقافية، كالموسيقا والفن الراقي الضروري لإثراء الذائقة الفنية، وبالتالي عمل نوع من الموازنة في نفسية الفرد.

من جانب آخر، فإن تشجيع الشباب وإعطاءهم دوراً أكبر في صنع القرار الحياتي الخاص بهم، عملية مهمة للدعم النفسي وبث روح الانتماء. فقلة احترام وتقدير الذات بين الشباب وتفتيت الهوية، لهما دور كبير في إلهاب الشعور والتوجه السلبي نحو العنف، وكذلك غياب روح النقد والحريات المدنية، له دور مهم في بحث الشباب عن وسائل أخرى للتعبير عن الذات، والأنشطة الرياضية لها دور مهم في إشغال وقت الفراغ.

وفي النهاية تطوير المناهج الدراسية والتربوية، التي تحمي الطلاب من الوقوع في براثن التطرف العنيف، والتأكيد على نقل بعض المفاهيم عبر الثقافة المحلية عند تطوير السياسات التعليمية.

ولكن ما هي التحديات التي قد تقف في وجه مكافحة المد الأصولي وانتشار التطرف؟ يرى الخبراء الأمنيون أن هناك بعض العوامل التي قد تقف في وجه مكافحة التطرف، أهمها تفتيت الهوية الوطنية والاستقطاب الداخلي في المدارس والجامعات، والبطالة وغياب بعض مفاهيم العدالة الاجتماعية.

 لذا فإن العمل على إزالة تلك العقبات ومنع استخدام المراكز والجمعيات الدينية والمجتمعية من التحول إلى أماكن لترويج الكراهية والعنف ونبذ الآخر المختلف في الدين والفكر والمعتقد، هي قضايا ضرورية لمقاومة المد الأصولي.