قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الخميس، إن الأردن لن يوقع اتفاقاً استراتيجياً لتبادل الطاقة والمياه مع الإمارات والاحتلال الإسرائيلي والذي كان من المقرر توقيعه في أكتوبر 2023.
وقال الصفدي خلال لقاء على قناة "الجزيرة" القطرية: "كان هناك حوار إقليمي حول مشاريع إقليمية، أعتقد أن هذا كله أثبتت الحرب عدم المضي به، وكان هناك حديث عن توقيع (اتفاقية) تبادل الطاقة والمياه، لن نوقعها".
وشدّد وزير الخارجية الأردني على أن "ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب، ولا يمكن أن يُنظر إليه كدفاع عن النفس"، مشيراً إلى أن "على المؤسسات الدولية تقديم موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة، ولو أن أيّ دولة تقوم بما قامت به إسرائيل لفُرضت عليها العقوبات".
كما أكد الصفدي أنّ "إسرائيل تدفع المنطقة برمّتها نحو الجحيم"، لافتاً إلى أن "الضفة الغربية تشتعل ونرى الإرهاب الاستيطاني، والجبهة الشمالية مع لبنان تتصاعد".
وذكر الصفدي "أن الأردن يقوم بجهد مشترك مع العرب، لكسر الحصار عن قطاع غزة"، مركّزاً على أنه "على إسرائيل أن تتحمّل تبعات ما تقوم به في غزة، وهي تعمل على إنتاج بيئة عنف ورفض".
واعتبر الصفدي أن "على العالم مواجهة حقيقة أن ما تقوم به إسرائيل دمر ما تم بعقود لبناء بيئة سلام"، مشدداً على أنه "إن أراد المجتمع الدولي الحديث عن اليوم التالي للحرب، فعليه أن يوقف ما يحدث الآن".
ومنذ 42 يوماً، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
اتفاقية المياه مقابل الكهرباء
وفي أغسطس 2023، بحثت الإمارات والأردن و"إسرائيل"، والولايات المتحدة دفع مبادرة "الماء مقابل الكهرباء" الإقليمية وإنجاز بنودها، وذلك خلال اجتماع تم في أبوظبي حضره وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس ويوسي شيلي المدير العام لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك مسؤولون من الأردن وأمريكا والإمارات.
والتقى المسؤولان الإسرائيليان بوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة سلطان أحمد الجابر، ومن الأردن وزراء الطاقة والثروة المعدنية صالح علي حامد الخرابشة، والمياه والري محمد جميل موسى النجار، وحماية البيئة معاوية الردايدة، إضافة إلى مدير وحدة الطاقة في البيت الأبيض والمستشار الأول للمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ، ديفيد ليفينغستون.
وناقش الاجتماع دفع المبادرة الإقليمية لبيع إسرائيل مياه البحر المحلاة للأردن، وشراء الكهرباء الخضراء من مزرعة شمسية ستبنيها الإمارات في الأردن، برعاية أمريكية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي في حينها: "زيارتي الحالية لأبوظبي هي شهادة على قوة دولة إسرائيل ومكانتها. هذه هي ثمار اتفاقات أبراهام التي قادها رئيس الوزراء نتنياهو والتي ستغير الشرق الأوسط (..) إسرائيل دولة ناجحة وقوية، يريد جيرانها علاقة معها".
من جانبه، قال مكتب نتنياهو في إفادة صحفية، إنه "تم وضع التفاصيل النهائية للمخطط العام، وفي نهايته ينتظر أن يتم توقيع الاتفاقية في دبي بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة".
يذكر أنه في نوفمبر 2021 وقعت أبوظبي و"إسرائيل" والأردن إضافة إلى الجانب الأمريكي، على "إعلان نوايا" نحو تنفيذ المبادرة، التي سيحصل الأردن بموجبها على ما يصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، ما قوبل بغضب شعبي واسع في الأردن.