أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم السبت، أن الولايات المتحدة تدعم "هدنات إنسانية" في غزة، لكنه عبر عن رفضه الدعوات إلى وقف إطلاق النار من جانب الدول العربية.
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والمصري سامح شكري، حول الجهود المبذولة لتحييد المدنيين الفلسطينيين وتسريع إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، "تعتقد الولايات المتحدة أن كل هذه الجهود ستكون أسهل من خلال هذه الهدنات الإنسانية".
وأوضح أنه "من المبكر الحديث عن مستقبل غزة (مرحلة ما بعد حماس) والمهم توفير الأمن والأمان للمدنيين".
وكرر بلينكن في هذا الصدد أن الولايات المتحدة تعتبر أن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى "إبقاء حماس في مكانها"، ما يكشف المواقف المتباينة حيال النزاع بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي من جهة والدول العربية من جهة أخرى.
وخلال زيارته إلى "إسرائيل" الجمعة، قوبل طلب بلينكن بشأن الهدنات الإنسانية بالرفض من الجانب الإسرائيلي، لكنه وعد بمواصلة الجهود في هذا الصدد.
وقال "يجب على إسرائيل أن تتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين الفلسطينيين"، مجددا التأكيد أن للاحتلال الإسرائيلي الحق وعليه واجب الدفاع عن نفسه بعد هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.
من جهته، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى "إنهاء الحرب" في غزة، ووصفها بأنها "جريمة حرب" يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الصفدي "لا نقبل فكرة إنها للدفاع عن النفس"، فيما طالب نظيره المصري بـ"وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار".
وتساءل الصفدي، عما إذا كان استشهاد 9 آلاف شخص في قطاع غزة بينهم أكثر من 3 آلاف طفل هو "للدفاع عن النفس".
وقال الصفدي: "نطالب بوقف إطلاق النار ونرفض توصيف ما يحدث (في غزة) بالدفاع عن النفس (في إشارة إلى الموقف الأمريكي من الحرب الإسرائيلية على غزة) ولا يمكن تبريره ولن يجلب الأمن لإسرائيل".
بدوره، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، بتحقيق دولي للممارسات "الصارخة" التي تشهدها حرب غزة، وشدد شكري على "رفض تصفية القضية الفلسطينية".
كما طالب بوقف "فوري" لإطلاق النار، وتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن "تعطيل دخول المساعدات الإنسانية وضمان النفاد الآمن والسريع لها".
وأوضح شكري، أنه "من المبكر الحديث عن مستقبل غزة والمهم توفير الأمن والأمان للمدنيين".
وفي وقت سابق السبت، استضافت العاصمة عمان اجتماع وزراء خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومصر سامح شكري، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، مع نظيرهم الأمريكي، لبحث الأوضاع في قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 29 يوما "حربا مدمرة" على غزة، استُشهد فيها 9488 فلسطينيا، منهم 3900 طفلا و2509 سيدات، وأصيب أكثر من 24 ألف فلسطيني، كما استُشهد 145 فلسطينيا واعتقل نحو 2040 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.