دعا أستاذ العلوم السياسية في الجامعات القطرية الدكتور محمد المسفر قيادات دول مجلس التعاون الخليجي إلى القيام بمراجعات سياسية عاجلة والتوقف عن خوض حروب بالوكالة لا مصلحة لدول الخليج فيها.
ورأى المسفر في تصريحات خاصة لوكالة "قدس برس" اللندنية، الاثنين (13|10)، أن مشاركة دول الخليج العربي في الحرب على تنظيم دولة العراق والشام خطأ، وقال: "منطقة الخليج العربي أو مجلس التعاون الخليجي منذ ثمانينات القرن الماضي وهو ينتقل من من أزمة إلى أزمة ومن كارثة إلى كارثة، ومع الأسف القيادات السياسية والنخب المحيطة بها لم تدرك بعد المخاطر الحقيقية التي تحيط بهذه المنطقة، هناك كتابات نُشرت منذ ثمانينات القرن الماضي لبرنار لويس، قال فيها عن أهل الخليج بأنهم أعراب يتربعون على أموال ضخمة لا يستحقونها، وأن على الغرب أن يشتتهم إلى طوائف وملل ويخلق منهم دولا جديدة، ثم على أمريكا أن تعيد استعمار هذه الدول ولكن بعد أن تستعين بفرنسا وبريطانيا لخبرتهما بهذه المنطقة، وفعلا هذا ما يجري على الأرض".
وأضاف: "لقد هدّدونا بالقاعدة وحصّلوا أموالا كبيرة لحربها، ثم جاءت الآن دولة العراق والشام، التي يهددون بها الخليج والجزيرة العربية، ويتحدثوا عن خطر داهم عليهم منها، وتم تشكيل تحالف من أكثر من 50 دولة، الدول الفاعلة فيه هي دول الخليج، وقد زُجّ بها لتشن غارات على مواقع لدولة العراق والشام".
واعتبر المسفر أن كل هذه السياسة خاطئة، وقال: "الرأي عندي أن دولة العراق والشام لا تشكل تهديدا لدول الخليج، ذلك أن المادة الأولى في دساتير الدول الخليجية كلها تؤكد على أن العربية لغتها ودينها الإسلام، فضلا عن أن السعودية تعتمد القرآن والسنة دستورا لها، ولذلك "داعش" ليست موجهة ضد دولنا، إنها نشأت في بيئة غير البيئة الخليجية، وتمارس عملها العسكري في مراكز دمشق والعراق، وهذه الدول تحكمها أطراف طائفية تميز بين السنة والشيعة وبين التركمان وغيرهم، وتمارس الظلم والقهر والعزل السياسي، فمن يحكم في العراق هو حزب الدعوة والتحالف الشيعي، الذي شكل ميليشيات لا أول لها ولا آخر".
وأضاف: "تنظيم دولة العراق والشام لا تشكل تهديدا لدول الخليج، لأن المواطن الخليجي يعيش حياة أفضل من حياة المواطن السوري أو العراقي".
ورأى المسفر أن أمن الخليج يقوم على دعامتين هما المواطنة والإصلاحات السياسية، وقال: "المطلوب من الحكومات الخليجية أن تقدم إصلاحات سياسية للمواطن الخليجي كي لا يكون حاضنة لأي عملية إرهابية من الخارج، فإيران تحيط بالخليج من كل جانب، من بحر العرب والخليج وبلاد الشام واليمن، هذا هو الخطر الحقيقي، الذي لا بد من مواجهته عبر تحسين حياة المواطنين، والارتفاع عن الخلافات السياسية الصغيرة لما هو أكبر. ولذلك فإن مشاركة دول الخليج في الحرب على داعش في العراق وسورية خطأ كبير، لأنها ببساطة ليست حربنا، وعلى قادة دولنا أن يتراجعوا عن هذا الموقف حبا لأوطانهم كي لا تدخل عناصر الإرهاب إليها".
وأضاف: "الضربات التي تقع الآن تستهدف أهل السنة في العراق وسورية، سواء بطائرات عربية أوغربية، والشيعة يتمركزون في اليمن والبحر الأحمر والخليج، وهناك خلايا نائمة لا بد من تغيير السلوك معها. فمن الأخطر على دول الخليج هل هي داعش أم الحوثيين في اليمن والميليشيات العقائدية المسلحة في العراق؟ ثم إن القرار السياسي في النهاية ليس بيد دول الخليج، وقد جربنا ذلك في العراق سابقا، الرأي السياسي والعسكري في العراق هو بيد إيران، ونحن الخاسرون فيما يجري في العراق لأننا لم نشترط حقنا في القرار السياسي، ولذلك بقينا نحارب لغيرنا"، على حد تعبيره.