هددت جماعة الحوثي، مجددا، الثلاثاء، بتنفيذ هجمات ضد دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، داعية المستثمرين في هذين البلدين إلى نقل استثماراتهم.
ووصفت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، الإمارات والسعودية بأنهما "محفوفتان بالمخاطر"، وذلك ردا على رفض شروط "أنصار الله" لتمديد هدنة الأمم المتحدة في اليمن، التي انتهت الأحد الماضي.
وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثيين في تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي في "تويتر": "أخي المستثمر.. حرصا منا على ألّا تخسر أكثر، يجب نقل استثمارك من دولة معتدية على دولة أخرى، فالاستثمار فيها محفوف بالمخاطر كالإمارات والسعودية.. فالفرصة سانحة".
يأتي تهديد الجماعة بعد أيام من إطلاقها، يوم الأحد الماضي، تهديدا مماثلا باستهداف شركات النفط العاملة في الإمارات والسعودية، معلنة منح تلك الشركات فرصة لترتيب وضعها والمغادرة من أراضيهما.
وأثارت التهديدات الحوثية، قلق وإدانة الاتحاد الأوروبي وأمريكا وفرنسا. وأعرب الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن قلقه العميق إزاء تهديدات الحوثيين بمهاجمة شركات نفطية في السعودية والإمارات، معتبرا أنها "غير مقبولة".
وقال بيان صادر عن بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية لدوله الأعضاء لدى اليمن: "نعبر عن القلق العميق إزاء التهديدات غير المقبولة من قبل الحوثيين بمهاجمة الشركات النفطية والشحن التجاري في البلدان المجاورة".
وحثت البعثة "الأطراف على الالتفات إلى دعوة المبعوث الأممي هانس غروندبرغ للتحلي بالهدوء وضبط النفس مع استمرار المفاوضات وتجنب الأفعال التي لا طائل منها".
وأضافت: "نحث الحوثيين تحديدا على الاعتدال في مطالبهم والتعاطي بشكل بناء مع المبعوث الأممي كي تستمر الهدنة وتتطور إلى وقف فعال لإطلاق النار وتمهيد الطريق لعملية شاملة تفضي إلى السلام".
من جانبها، أدانت فرنسا "التصريحات التهديدية التي أدلى بها الحوثيون ضد جيران اليمن (في إشارة إلى السعودية والإمارات)، في الوقت الذي يلزم فيه العمل من أجل السلام".
إلى ذلك، قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها، "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من انتهاء الهدنة دون أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق لتمديدها".
وأوضحت "أن الولايات المتحدة ترحب بدعم الحكومة اليمنية لاقتراح الهدنة الموسع الذي قدمته الأمم المتحدة"، وطالبت جماعة الحوثي بـ"مواصلة المفاوضات بحسن نية".
وأعلنت الولايات المتحدة "أن الخطاب الحوثي الذي يهدد شركات الشحن والنفط التجارية العاملة في المنطقة غير مقبول".
ويسيطر الحوثيون منذ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس من 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.