أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

بسببه «داعش» سيصل جونيه

الكـاتب : عبد الرحمن الراشد
تاريخ الخبر: 08-10-2014


«لو» هو سلاح حزب الله الدعائي لتبرير تورطه في سوريا، وتوريطه شيعة لبنان، وتوريط لبنان بأكمله. يقول: «لو أن حزب الله لم يساند نظام الأسد لسقطت المراقد الدينية الشيعية»، و«لو لم يذهب حزب الله إلى سوريا لجاء التكفيريون إلى الضاحية»، و«لو لم يحم حزب الله حدود لبنان، لاستولى (داعش) عليه من شماله إلى جنوبه».

والآن، ينسب للبطريرك الماروني بشارة الراعي تبنيه الـ«لو» في جلسة خاصة. المصدر المقرب من حزب الله، يزعم أن الراعي قال قبل سفره لروما، «لو سُئل المسيحيون في لبنان اليوم عن رأيهم بما يجري من تطورات، لردوا جميعا أنه لولا حزب الله لكان (داعش) قد أصبح في جونيه». إن كان قد قاله حقاً، فالراعي يبدو أنه لم يسمع بعد بتقدم «داعش» و«النصرة» من غوطة دمشق، التي سافر مقاتلو الحزب لحماية المراقد هناك، إلى تخوم لبنان، إلى عرسال اللبنانية! ربما لا يشعر البطريرك بالخطر مع أن جونيه لا تبعد أكثر من 20 دقيقة بالسيارة عن مناطق داعش، فهل هو واثق أن حزب الله سيحميه من شرورهم؟!

لا نستطيع أن نحكم على خرافات «لو» إلا بمطالعة نتائجها على الأرض. حزب الله لم يعد يحمي مقدسات الشيعة في سوريا، فمقاتلوه الآن يموتون في الدفاع عن نظام بشار في مناطق جرداء بعيدة عن كل ما هو مقدس، ويجبرون على ذلك لأن إيران كانت دائما من يقرر حروب حزب الله.

هل صار الشيعة آمنين بعد جر آلاف من أبنائهم لخوض الحرب الأهلية السورية؟ بالطبع لا. لم يحدث منذ 30 عاما أن شعر الشيعة بالقلق، من التفجيرات والاغتيالات والتضييق الأمني، إلا الآن، والسبب تورط الحزب في حرب السوريين.

هل حقاً جونيه، وبقية التلال والسهول المسيحية، باتت آمنة بفضل استبسال حزب الله في سوريا؟ من يقرأ الصحف سيعلم، كيف صار يُهان الجيش، ويُخطف الأبرياء، وينتشر الخوف. جونيه التي كانت أكثر الهضاب أمنا، صارت مجرد علامة على خريطة الإرهاب والعنف، بفضل «لو» هذه.

«لو» تستخدم هنا لبيع الخرافة، ولا علاقة لها بالواقع. الحقيقة أن لو حزب الله لم يقاتل في سوريا لظل لبنان أرضا محايدة، لكنه لم يفعل. ويفترض عند حساب مصالح الأمم، والحديث عن سلامة الشعوب، أن نتعامل مع حقائق وليس مع فرضيات، أو تمنيات. فحزب الله غارق حتى أذنيه في مستنقع الحرب السورية، لأن الإيرانيين أرسلوهم منذ عامين ظناً منهم أنهم قادرون على إنقاذ نظام حليفهم الأسد. الآن، بدأوا في طهران يدركون ما كنا نقوله منذ زمن، إن النظام السوري مات بوفاة حافظ الأسد، والمرحلة التالية مجرد فاصل زمني انتقالي. الأسد الأب، كان سياسيا محنكا وذكيا ولاعبا ماهرا، ابنه ورث الحكم لا حكمته وخبرته، فورّط نفسه، وورط حلفاءه، ودمر بلده، منذ جرائم اغتيالات عشرات السياسيين اللبنانيين، وطرده رجالات والده، وتعامله الأرعن مع أطفال درعا، ومع الثورة السورية.

وكذلك، حزب الله، أيضا انتهى كمقاومة منذ انسحاب الإسرائيليين قبل 14 عاما، وأصبح بعدها مجرد ميليشيا تابعة لطهران والأسد.

الحزب خدم الأسد في الحرب مؤقتا، باستدراجه للتنظيمات الإرهابية من سوريا إلى لبنان، والرئيس السوري يريد توسيع دائرة الحرب بتصديرها إلى الجيران، العراق وتركيا ولبنان. لكن كيف للبنان الصغير أن يقاتل وحده «داعش» و«النصرة»، في حين تتحالف 50 دولة، من أنحاء العالم، على أمل أن تنجح خلال 5 سنوات؟

بعد هذا كله، هل يعقل أن يصدق البطريرك أن حزب الله جعل روابي جونيه آمنة، بعد أن أيقظ فيروسات الحرب الطائفية، وأدخل «داعش» و«النصرة» العش اللبناني؟