بعد تعزيز سيطرتهم على صنعاء؛ يسعى المتمردون الحوثيون إلى مد نفوذهم لمضق باب المندب الإستراتيجي غربا وحقول النفط شرقا، استنادا إلى مصادر متطابقة.
فبعد أكثر من أسبوعين من دخولهم بدون مقاومة إلى صنعاء حيث سيطروا على المباني العامة والعسكرية الرئيسية حل المتمردون المسلحون محل الشرطة وقاموا بفرض القانون في المدينة حسب السكان.
ويقيم المسلحون نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسية للعاصمة فيما يقوم اخرون بدوريات في عربات تعلوها رشاشات ثقيلة.
ولا يزال اتفاق السلام الموقع مؤخرا تحت رعاية الامم المتحدة ويقضي بتعيين رئيس وزراء جديد وانسحاب المسلحين من العاصمة حبرا على ورق.
في المقابل يريد المتمرودن الشيعة الذين يتحركون تحت مسمى “اللجان الشعبية” أن يكون لهم الحق في مراقبة مالية البلاد، ويقومون بمراقبة وتفتيش كبار موظفي وزارة المالية والبنك المركزي كما أوضح موظفون.
كما أقام المتمردون قضاء موازيا حيث فتحوا مؤخرا في أحد أحياء غرب صنعاء “مكتب شكاوى” على شكل محكمة دينية يتولى الإشراف عليها كريم أمير الدين بدر الدين الحوثي، أحد أبناء أخوة زعيم التمرد عبد الملك الحوثي كما ذكر مسؤول محلي.
وقبل هجومهم على صنعاء كان المتمرودن الحوثيون يتمركزون في صعدة، معقلهم في شمال اليمن الذي يشكل اليزيديون الشعية غالبية سكانه.
إلا إنهم وضعوا مؤخرا نصب أعينهم السيطرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر حيث فتحوا الأسبوع الماضي مقرا لهم.
وقال مسؤول عسكري قريب من الحوثيين لـ"فرانس برس" إن “الحديدة مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب” على مدخل البحر الاحمر وخليج عدن.
وقال مصدر عسكريآخر إن “الحوثيين لديهم بالفعل بضعة آلاف من الرجال المسلحين في الحديدة ويطمحون الى السيطرة على مضيق باب المندب إضافة إلى منطقتي دهوباب والمخا الساحلتين اللتين تجرى عبرهما كل عمليات التهريب ومن بينها تهريب الاسلحة”.
على صعيد آخر؛ يسعى المتمردون الى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق “املين في التمكن بمساعدة القبائل الحليفة لهم من السيطرة على حقول النفط والغاز وايضا على محطة الكهرباء الرئيسية التي تغذي العاصمة” كما صرح مصدر قريب من حركة التمرد.
لكن زعيما قبليا أوضح ان “هذا المشروع يواجه بمقاومة من قبائل مأرب المعادية للحوثيين مثل قبيلتي عبيدة ومراد اللتين حشدتا رجالهما” مذكرا بان قبيلتي “عبيدة ومراد انضمتا الى قبائل الجوف (شمال مأرب) في المعارك ضد الحوثيين قبل ثلاثة أشهر”.
واعتبرت الاوساط السياسية في صنعاء أن تقدم المتمردين الحوثيين في مأرب سيثير مواجهات مع القاعدة، الناشطة في المنطقة وفي باقي محافظات جنوب وجنوب شرق اليمن.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على باب المندب في الوقت الذي تهدد به إيران مضيق هرمز أن يضع خطوط تصدير النفط إلى العالم أمام تحديات أمنية صعبة، إلى جانب تهديدهم خط التواصل بين البحر المتوسط والأحمر الذي يمر عبر قناة السويس ما يعتبر تحديا أمنيا كبيرا لمصر أيضا.