أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

تحتار في الزحمة

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 19-09-2014

عندما تسوقك الأقدار إلى بوابة أي مدرسة من مدارسنا، وتتأمل المشهد تصاب بالحيرة والدهشة، فالأيادي الصغيرة ملمومة، في حوض أياد أكبر تقودها، والحقائب معلقة على أكتاف من تولى مسؤولية ارتياد المدارس بصحبة صغار، لم تجمد بعد أظافر أناملهم، تحتار ولا تدري لماذا كل هذه الحشود من الخادمات والسائقين الآسيويين، فتشتاق إلى المعصم، والعقال، والعباءة وتود لو أن هذا المكان المدروس المقدس، امتلأ بآباء وأمهات، لملموا صياح الصغار، مسحوا دموعهم، بمناديل الحنان، وجاءوا بهم إلى هذا المكان بمسؤولية والتزام أخلاقي، تفرضه عليهم الأبوة والأمومة، ولكن ما يصدمك أن مثل هذا لا يحدث أبداً ولن يحدث لأن العرف القديم أصبح قماشة بالية، تأنف النفوس الاقتراب منها، وما طرأ على خواطر الآباء والأمهات شيء جديد يثير الفزع، فالجميع لاهٍ وساهٍ لأمور أخرى، أما الصغار فقد أنيطت مسؤولية رعايتهم وتربيتهم واصطحابهم إلى المدارس إلى أناس آخرين، يتقاضون على إثر ذلك، رواتب شهرية ولا بد أن يحللوا هذه الرواتب وليدعوا الأمهات ينظفن عباءاتهن كل صباح، لأجل الخروج إلى أرض الله الواسعة، والتمتع ببرودة المولات وأضوائها البرّاقة وعطرها الشجي، والموسيقى المتناثرة هنا وهناك، وكذلك الزحام المثير للنزعات الأنثوية، أما الرجال فهم لم يعبأوا بالصغار، لأن سهر الليالي على أنغام قرقرة «الشيشة»، لم يزل يزرع علاماته في العيون التي لا تكاد تفتح الجفون لرؤية أشعة الشمس.. إذاً هل يبقى الصغار في البيوت من دون تعليم.. لا.. لا بد من الاستعانة بالإسعافات الأولية في المنازل، فالخادمة والسائق، يتشهيان هذه الطلعات الصباحية، لأسباب في نفس من يتشوق لهذه الإشراقات الباكرة، وهؤلاء يخوضون معارك مع الضمير، وأحياناً يخونهم فيخونون الأمانة وينحرفون بالمسؤولية باتجاهات يدفع ثمنها الصغار ولا يبقى للكبار من دور أو ردة فعل سوى التنكيل عن فعل كذا، وأبدى سلوكاً يخالف ما أؤتمن عليه، ثم التسفير والإتيان بأشخاص آخرين، ليملأوا مكان الخائنين، وهكذا تستمر التجارب في مختبرات البيوت، وفترات التجارب هم الأطفال، هم الضحايا، هم المطايا الضعيفة التي لا تملك غير الدموع السخية والتي تهدر بلا جدوى، لأن القلوب اليوم أصبحت حجراً، والمشاعر تجمدت والأحاسيس باتت مثل أشجار الغاف التي لا تأوي غير الزواحف والحشرات الضارة.. مآسٍ وكوارث حدثت بفعل هذا الجفاف العاطفي، ولا من يعتبر أو يستفيد، وأعراض انتهكت والآذان مغلقة بالشمع الأحمر، حتى إشعار آخر، لأن الآباء والأمهات لا يزالون يقضون أعمالاً شاقة في أماكن أخرى بعيداً عن موطن الأطفال.

قوانين سنت وضوابط فرضت ولكن العقول مصممة على تنفيذ ما يمليه عليها، ذلك الضمير الغائب، ذلك الوعد القديم، والذي أصبح مثل أحفورة يبقى للذكرى فقط.. الإعلام يصرخ، والصوت يشرخ جدار الصمت ولا ينبه أبداً من أشاح بوجوم، وأعلن الصوم عن إيقاظ ذلك الضمير، ليفطر على تمرة الوعي، وينقذ فلذات الأكباد.