أحدث الأخبار
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد
  • 11:51 . برامج التقوية الصيفية.. دعم للتحصيل أم عبء على الطلبة؟... المزيد
  • 11:48 . أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة سكان غزة... المزيد
  • 11:46 . ليبيا.. حفتر يعين نجله صدام نائبا له... المزيد
  • 11:45 . شاحنات مساعدات مصرية تنطلق إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لدخولها غزة... المزيد
  • 09:27 . ما "الأعمال الإرهابية" التي تهدد الأمريكيين والبريطانيين في الإمارات؟... المزيد
  • 01:41 . مجلس الأمن يدعو كافة الدول لاحترام سيادة ووحدة أراضي سوريا... المزيد
  • 01:41 . أبوظبي تعتمد ثلاثة أنظمة لقياس جودة المدارس... المزيد
  • 12:18 . أستراليا تخطط للاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر.. ونيوزيلندا تبحث الخطوة... المزيد
  • 11:38 . كوريا الشمالية تهدد بالرد على تدريبات عسكرية بين واشنطن وسيول... المزيد
  • 11:37 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3.54 ملايين فحص لطالبي الإقامة خلال 3 سنوات... المزيد
  • 11:36 . اتصال هاتفي بين وزيري خارجية السعودية وبريطانيا لبحث تطورات غزة... المزيد
  • 11:28 . أبوظبي تتهم الحكومة السودانية بتقوّيض جهود إحلال السلام عبر حملة "تضليل ممنهجة"... المزيد
  • 11:27 . رئيس الدولة يهنئ نظيره الأذربيجاني باتفاق السلام التاريخي ويدعم استقرار القوقاز... المزيد

الهدنة في خبر كان

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 17-04-2020

ارتبطت الهُدن في أذهان اليمنيين بأنها مقدمة لعنف أكبر مقبل، وهذا ما ينطبق على الهدنة الحالية التي أُعلنت يوم العاشر من الشهر الحالي من قبل التحالف والسلطة الشرعية، دون أن يستجيب لها الحوثيون في الواقع، والذين يصعّدون في جبهات القتال المختلفة، ويستهدفون المدنيين بالصواريخ.
الهدنة سقفها الزمني أسبوعان قابل للتمديد، وهي استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن مارتن جريفيث، من أجل توحيد الجهود والتفرغ لمواجهة وباء «كورونا» الذي سجلت السلطات الصحية في اليمن أول حالة إصابة مؤكدة به يوم العاشر من أبريل الحالي بمدينة الشحر الساحلية بمحافظة حضر موت شرق البلاد.
تجربة اليمنيين الطويلة مع الهُدن طوال السنوات الخمس الماضية لا تشجعهم على الأمل، بأن تحمل لهم جديداً على صعيد الاقتراب من الحل السياسي كأول خطوة جدية للسلام، الذي تحتاجه بلادهم المنهكة بالحرب والتدخلات واستنزاف بشرها ومقدراتها.
قبل إعلان وقف إطلاق النار في الإعلام، كانت الدعوات بتحقيق ذلك تنطلق من جهات شتى، بغية التركيز ولو بشكل مؤقت على وباء «كوفيد - 19» المستجد، الذي يهدد الجميع في بلد نظامه الصحي منهار بنسبة كبيرة، ويفتقر للمستلزمات الطبية الضرورية للتعامل مع الفيروس المتجول في دول العالم.
لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه -كما يُقال- ذلك أن الهدنة لم تغير الواقع، بل على العكس حفزت الحوثيين لمزيد من التصعيد العسكري في الداخل، وفتحت جبهات جديدة كانت هادئة قبل الهدنة كما هو الحال في تعز، ناهيك عن تصعيدها باستهداف سكان مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية.
الحوثيون لديهم تعريف آخر للهدنة، وهو أنها التزام من جانب واحد، أي من قبل خصومهم فقط، أما هم فهي فرصة لتحقيق مكاسب عسكرية، لاستثمارها سياسياً مع استخدام خطاب مراوغ يخاطب الداخل والخارج، مضمونه كيل الاتهامات لخصومهم بأنهم لا يلتزمون بالهدنة، بينما هم في الواقع لا يعترفون بها من الأساس.
وبعيداً عن المؤشر العسكري، لا يُظهر الحوثيون أي التزام تجاه الهدنة في المسار الإنساني، سواء تخفيف الحصار عن مدينة تعز أو المبادرة بإطلاق سراح الصحافيين المختطفين لديهم، وعددهم 12 صحافياً، وعلى العكس من ذلك اختاروا توقيت الهدنة لإصدار أحكام بإعدام عدد من الصحافيين وسجن آخرين، في رسالة سياسية مقصودة، لكنها لاقت تنديداً واسعاً من جانب المنظمات الحقوقية والدول التي طالبت بالإفراج عن الصحافيين دون شروط، ووصفت الاتهامات الموجهة لهم بالملفقة والكيدية.
استغلال الهدنة عند الحوثيين لا يقتصر على الجانب العسكري والإنساني، وإنما يمتد إلى الجانب الاقتصادي، ويتمثل ذلك في استثمار وباء «كورونا» وتسجيل أول حالة إصابة في البلاد لفرض 500 مليون ريال يمني على شركات الاتصالات الحكومية والخاصة، في ابتزاز جديد يتكرر مع كل أزمة صحية أو اقتصادية.
يتعين على الأمم المتحدة ومبعوثها، أن يفكروا في آلية عملية للتحقق من التزام جميع الأطراف بالهدنة، إذا كانت هناك رغبة صادقة في وقف إطلاق النار للتمهيد لاستئناف المشاورات، أما أن يختزلوا الهدنة في الكلام، فلا ينتظروا التزاماً على الأرض، وعليهم أن يسألوا عامة اليمنيين عما إذا كانوا وجدوا الهدنة في حياتهم.