أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

الهدف هو نسيان الديمقراطية

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 21-08-2014

هي اللعبة القديمة ذاتها المجربة من قبل كل المتلاعبين بالشعوب: إذا أردت أن ينسى الناس شيئاً مهماً فأشغلهم بأشياء أخر هامشية .
وهكذا، فمنذ اللحظة الأولى لظهور شرارة ربيع أمة العرب المبشرة بوهج الانتقال العربي التاريخي من قرون أنظمة التسلط السياسي ونهب ثروات الأمة إلى نظام يجسد شعارات الجماهير الثلاثة في الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة الاجتماعية . منذ تلك اللحظة والقوى المضادة لذلك الحدث التاريخي، سواء في الداخل أو الخارج، منصبة على إفشاله عن طريق حرفه عن مساره الأساسي الواسع الجامع لملايين المواطنين، إلى مسارات فرعية صغيرة متباعدة تنسي الناس أهداف وروعة ما في المسار الواعد الكبير: أهداف الانتقال التاريخي إلى نظام ديمقراطي سياسي - اقتصادي - اجتماعي عادل يجسد الشعارات الثلاثة في الواقع وفي حياة المواطن المعيشية اليومية .
من هذا المنطلق، منطلق نسيان الجماهير العربية لهدف الانتقال إلى الديمقراطية والانشغال بأشياء أخرى، اجتاحت الأرض العربية موجة العبثية العدمية التي نراها ماثلة أمامنا .
في اليمن تفجر موضوع صراع الدولة الطائفي مع الحوثيين، وصراع الدولة القبلي مع الانفصاليين الجنوبيين، وانشغل الناس بالموضوعين ونسوا موضوع النضال من أجل نظام حكم ديمقراطي عادل .
في سوريا قامت ثورة شعبية واسعة سلمية من أجل نفس المطالب الديمقراطية إياها، لكن البلادات والمخاوف المرضية من البعض والتآمر الواضح من البعض الآخر جاؤوا بجحافل "الجهاديين" التكفيريين الذين دمروا روح تلك الثورة السلمية وإمكانات الانتقال إلى نظام ديمقراطي عادل ، من خلال ممارساتهم البربرية وتخلف فهمهم وممارستهم لدين الإسلام، فنسيت جماهير سوريا الأهداف الديمقراطية الأولى لتنشغل بأهداف إطفاء حرائق "داعش" و"النصرة" وأخواتهما وترميم الدمار الهمجي الذي طال سماء سوريا وأرضها وتراثها وبنية مجتمعها .
في بلدان أخرى نجحت القوى المضادة لأي تغيير كبير في بناء وترسيخ صراع عبثي، فانشغل الناس بهذا الصّراع المعتمد لينسوا تطلعاتهم الديمقراطية المشروعة ويضيعوا في
متاهات لغو وثرثرة وغمز ولمز مثيرة للفتن والأحقاد والبؤس الأخلاقي .
في العراق، وآه على العراق ومن العراق، ضاعت أحلام الديمقراطية ونسيها الناس عندما أصبحت منتهى تطلعاتهم الآن إيقاف الزحف المغولي البربري القادم من الشمال تحت رايات "داعش" وأخواتها والمسحورين بتكبيراتها . وبعد إيقاف ذلك الزحف سينشغلون بحركة انفصال شمال العراق، وقيام دولة كردستان العراق، التي تتسلح الآن حتى الأسنان تمهيداً لتقطيع أوصال العراق في المستقبل القريب . ولن يكون آنذاك وقت للديمقراطية، إذ سينشغل الناس بمعركة الوجود ووسائل خياطة الأوصال الممزقة المتناثرة .
ومثل ذلك انشغال شعوب ليبيا بالصراع القبلي والجهوي، والسودان بمحاولات الاستمرار في تمزيقه إرباً إرباً، ودول المغرب العربي بالقضية الأمازيغية، وتونس بحماية حدودها ضد جحافل برابرة القاعدة وحلفائها من بعض السلفيين الذين لن يطفئ عطشهم لحرق الأوطان حتى مشاركة حركة النهضة الإسلامية لغيرها في الحياة السياسية بفعالية بارزة ، وفلسطين بمذابح غزة من قبل الاستعمار الصهيوني .
في كل الأرض العربية، ومن دون استثناء، سيكون الهدف إشغال الناس وحرفهم عن المطالب الديمقراطية، بل وإقناعهم بطرق شيطانية بأن كل المصائب والمحن التي يواجهها الوطن العربي هي ناتجة عن الإيمان بالديمقراطية، وأن حبل النجاة هو القبول بدولة التسلط الأمني والنهب الفئوي والحكم غير الديمقراطي، وأن الأفضل هو أن تقبل بكل مصائب وابتذالات مجنونك حتى لا يأتيك من هو أجن وأكثر ابتذالاً .
السؤال: هل سيقع شباب ثورات وحراكات الربيع العربي، وهم المعنيون بارجاع ربيع أمتهم إلى المسار التاريخي الديمقراطي الصحيح، في فخ هذا الحرف المخطط له بإتقان وغوايات شياطين الداخل والخارج، أم أنهم، بالرغم من ضرورة مساهمتهم مع الآخرين في إطفاء الحرائق الهائلة التي تشتعل في كل مكان، سيبقون جذوة المطالب الديمقراطية ويصرون على أن تحقيق تلك المطالب هو قمة العلاج لكل المصائب التي تواجهها الأمة؟ لقد صنع شباب الأمة العربية التاريخ منذ أربع سنوات، وعليهم أن يجيبوا عن هذا السؤال التاريخي بجواب تاريخي أيضاً .