حاصرت مياه الأمطار قرابة 150 شخصاً، كانوا عالقين في وادي البيح جراء سقوط الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية في رأس الخيمة، ما أدى إلى فيضان مجرى الوادي وقطع الطريق أمام عودة المركبات من جبل جيس، قبل أن تتمكن الأجهزة المعنية من فتح الطريق.
وأمضى بعض الأشخاص العالقين ليلتهم في وادي البيح قبل وصول فريق الإنقاذ التطوعي، الذي باشر في تقديم المساعدات العاجلة ومساعدة العالقين في العودة إلى مدينة رأس الخيمة في غضون 10 ساعات.
وقال قائد ومؤسس فريق «إنقاذ الإمارات»، علي الشمري، إن الفريق تلقّى صباح السبت الساعة 6:20، بلاغاً من غرفة عمليات شرطة رأس الخيمة يفيد بوجود عائلة عالقة بمركبتها في وادي البيح من الجهة المؤدية إلى جبل جيس، ولا تستطيع العودة بسبب جريان وادي البيح وقطع الطريق أمام حركة المركبات.
وأوضح فور تلقي البلاغ تم إرسال فريق من المنقذين إلى وادي البيح وعند وصوله تبين وجود 50 مركبة عالقة في الوادي بداخلها 150 شخصاً، حيث تم على الفور استدعاء 20 عضواً مزودين بمركبات مخصصة للمناطق الجبلية والأودية والمناطق الوحلية.
وأضاف أنه تم التواصل مع جميع الأشخاص العالقين في وادي البيح، وتبين أنهم كانوا في نزهة إلى جبل جيس ومع سقوط الأمطار حاولوا النزول من الجبل، إلا أن الأمطار الغزيرة وجريان وادي البيح وقطع الطريق تسببت في محاصرتهم وبقائهم على ضفة الوادي ليلة كاملة.
وأشار إلى أنه تم التواصل مع القائد العام لشرطة رأس الخيمة قبل وصول الفريق إلى وادي البيح ومدير عام بلدية رأس الخيمة، ومدير عام دائرة الخدمات العامة برأس الخيمة، من أجل توفير «شيول» والمعدات اللازمة لفتح طريق مؤقت لإخراج العالقين، كما تم التنسيق مع شرطة رأس الخيمة لإخلاء المركبات باتجاه الطريق المؤدي إلى وادي البيح، من أجل تمكين الفريق من الوصول بسرعة إلى المكان للبدء في عملية إنقاذ العالقين في الوادي.
وأكمل الشمري، أن أعضاء الفريق وصلوا بأقصى سرعة من أبوظبي والشارقة ودبي وعجمان إلى وادي البيح، وتم وضع خطة تمثلت في تقسيم المكان إلى أربعة قطاعات وصف مركبات العالقين في صف واحد من أجل إخلائهم بأقصى سرعة.
وأضاف أن جرافات ومعدات دائرة الخدمات العامة بدأت في ردم مجرى الوادي وشق طريق مؤقت، حيث تم تجميع المركبات والبدء في عملية العبور بشكل تدريجي، لافتاً إلى أنه كلما جرت مياه الوادي وقطعت الطريق المؤقت تعود جرافات الخدمات العامة للعمل وإعادة ردم الطريق لتسهيل مرور المركبات.
وأوضح أن جميع العالقين كانوا بصحة جيدة، باستثناء امرأة حامل كانت تعاني التعب والإرهاق نتيجة جلوسها في المركبة ليلة كاملة، مشيراً إلى أن الفريق حصل على شهادات شكر وتقدير من شرطة رأس الخيمة ودائرة البلدية لمشاركته في عمليات الإنقاذ التي تمت في وادي البيح.
وتعاني الإمارات الشمالية من ضعف الإمكانيات في التعامل مع حالات الكوارث والطوارئ غم القدرات الكبيرة التي تمتلكها أبوظبي ودبي. وسبق أن دمرت السيول والأمطار البنية التحتية التي تظل سنوات بدون ترميم في انتظار "فاعلي الخير" للتبرع بتكلفة إصلاح الطرق والجسور وحتى الإشارات الضوئية.
