أحدث الأخبار
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد

تحت سماء مدينة مُلهمة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-09-2019

وحدها الصدفة قادتني إلى مدينة هايدلبيرغ صيف 2014، لكنها كانت الصدفة الأحلى، نادرة هي المدن التي تقع في هواها بمجرد أن تطالع صورها، أو تقرأ عنها في النشرات السياحية، لكن كان لتلك المدينة قدرة شفيفة على اختراق الروح بحيث يصبح السير تحت سمائها متعةً حقيقية، والوقوع في هواها أمراً تلقائياً جداً!

ما زاد بهجة الذهاب إلى هناك كان مغامرة السكن في قصر قديم جداً يعود تاريخ بنائه لعام ١٥٩٢، وهو يقابل كنيسة «الروح القدس» التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، وهما المبنيان الوحيدان اللذان نجوَا من حريق ضخم التهم المدينة في تلك القرون الغابرة، لكنه اليوم يحتفظ بطرازه المعماري العائد للقرن السادس عشر وبكل التفاصيل الداخلية للقصر، بعد أن تحول إلى فندق تديره إحدى عائلات المدينة.

يخلو الفندق من بذخ وأبهة فنادق الدرجة الأولى، لكن روح التاريخ تمنح الحجرات والممرات وبوابة الفندق وسطوحه القرميدية ونوافذه الصغيرة وستائر الدانتيلا البيضاء وقعاً غامضاً، وروحاً مختلفة تشعر بها تجول في ممرات المكان محلّقة بك إلى عصور غائرة في الزمن.

بهو الفندق أو قاعة الطعام تمتلئ بصور مرسومة على يد رسامي تلك الحقبة الزمنية لأفراد العائلة التي شيدت القصر وملكته لفترات من الزمن، تتأمل وجوههم وتفاصيل ملابسهم، مجوهراتهم، النياشين التي تزين صدورهم، فيصيبك شجن حقيقي بعدمية هذه الحياة ولا منطقية الغياب الذي يسحب الناس إلى ثقوب الزمن فيختفون كأن حياة لم تكن، وعمراً لم يُقضَ، وشباباً وتاريخاً ونتاجاً وحكايات نجاح وعشق و.. أين يذهب ذلك كله؟ يفارق إلى حيث لا يدري أحد، تلك السيرورة القدرية الماضية في الخلق بثبات مخيف.

كان قضاء وقت في المكان كفيلاً بلحظات تأمل عميقة، باستحضار أولئك الأشخاص، بإدارة حوارات ونقاشات ومساءلات، فإذا خرجت، وجدت أهالي المدينة لطيفين جداً؛ لأنهم اعتادوا استضافة ملايين الناس من كل الثقافات طيلة العام، إنهم من أكثر الأوروبيين ترحاباً فقد تخلصوا من غلظة الألمان وبرودة الأوروبيين، ولهذا السبب تمتلك المدينة روحها الخفيفة، التي تقبض عليك منذ النظرة الأولى!