أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

في حضور الغياب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-07-2019

في حضور الغياب! - البيان

باكراً جداً قررت أن أغادر المنزل، كانت المدينة بالكاد تفتح عينيها، كان الضوء يتسلل قوياً يحجز كل الأماكن فيها: تلك التي على أسطح البيوت، وأفاريز النوافذ، وكل تفاصيل الشوارع المستقيمة والطرقات الملتوية، لحظتها كنت أرتدي ثيابي لأغادر إلى المشفى.

لطالما وقفت في هذه اللحظة مرتبكةً تغمرني أسئلة الوجود: من أين ينهمر النور؟ كيف ينهض كل شي من الظلمة؟ وإلى أين يمضي هذا العالم؟ كيف نفعل حين يرتبك الوقت في الغياب ويغادرنا من نحب؟ كيف نحتمل وكيف نتحايل؟ ضجّ كل شيء حولي، وحين خرجت لاح لي عمال النظافة بأرديتهم الصفراء يكنسون جوانب الطرقات بتثاقل فتساءلت: مَن ذا يفكر في هؤلاء؟ وبماذا يفكّرون هم؟ من منا يتساءل باهتمام كيف تحتفظ المدينة بنظافتها طيلة الوقت؟ وهؤلاء الفتيات اللواتي يغسلن سيارات مخدوميهن ويروين الزرع أمام البوابات الفخمة: هلّا دققنا في ملامحهن المكدودة لنرَ بوضوحٍ حجم التعب والغضب والأسى، ومع ذلك فهُن يكملن أعمالهن بما يضمرن من مشاعر ليستمر وقع الحياة في المدينة.

توقفت حافلة، لفظت من أحشائها رتلاً من الرجال، برؤوس متلفتة وعيون صامتة، كانوا يجهزون بعض الطرقات الجديدة ليعبرها غيرهم، خلف عيونهم تقبع حكايات الغربة والتعب والحنين، يبثونها الفجر الذاهب في الصمت ويصمتون، وإذ تتساقط أشعة الشمس اللاهبة يتحركون كجيش من النحل، يرطنون ويبحثون هنا وهناك عن برادات المياه التي وضعها الخيّرون للغرباء المتعبين.

عبرتُ طريقاً طويلاً، حين وصلتُ دخلت مسرعةً إلى قسم العناية المركزة، مرّ النهار سريعاً، أدخلوني إلى غرفتها بعد انتظار طويل، وقفت أتلو القرآن على رأسها، بينما كانت هي تنزلق إلى المجهول، وفجأة أصبحت كل خطوط الأجهزة مستقيمة، ثم دوَّى جرس وهرعت الممرضات وبكت والدتي وتجمَّدت أنا. شعرت بالألم الحارق حين يموت شخص عزيز بين يديك. في مثل هذا اليوم من عام 2014 توفيت جدتي.