أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

الرشوة النفسية!

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 04-04-2019

سحر ناصر:الرشوة النفسية!- مقالات العرب القطرية

أعلنت كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، في خطاب ألقته أمام غرفة التجارة الأميركية في واشنطن، مؤخراً، أن التكلفة السنوية للرشوة في العالم تبلغ أكثر من 1.5 تريليون دولار سنوياً؛ أي حوالي 2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي. ولمحّت كريستين إلى أن غسل الأموال وتمويل الإرهاب يُشكّلان بُعدين خطيرين آخرين لمشكلة الرشوة؛ إذ تشكل الرشوة إحدى الوسائل لتمرير العمليات القذرة من الاتجار بالبشر، وتجارة السلاح، والمخدرات، وتجارة الأعضاء، وغيرها من الجرائم.

خطاب السيدة لاغارد الذي حمل عنوان: «لحظة فارقة في الاقتصاد العالمي: ثلاثة مجالات لها الأولوية في التحرك المطلوب»، تناول الرشوة كأحد التحديات العالمية التي تم تصنيفها في إطار الفساد. هذه السيدة التي تتحكم في القرارات المالية العالمية –مبدئياً أقله من الناحية الشكلية-، أكدت أن مكافحة الرشوة تتطلب من الدول في بادئ الأمر القبول بتحمُّل المسؤولية عما يحدث داخل حدودها أولاً، مشيرة إلى أن الفساد ينعكس سلبياً على الاقتصاد الوطني للدول، ويتسبب بخسارة فادحة في الإيرادات العامة وانخفاض النمو، ويزيد من فجوة عدم المساواة بين الناس، ويغذي عدم الثقة بالاقتصاد الوطني -آخ يا وطني- على سيرة الوطن!

المهمّ، كلام لاغارد جميل ومثاليّ، وعلى الرغم من اختلاف تعريفات الرشوة في قوانين العقوبات الخاصة بكل دولة، إلا أن الرشوة تعدّ جريمة اتفقت أغلب الدول على مكافحتها، وعلى تعريفها في إطار أنها قبول أي موظف عام لنفسه أو لغيره مالاً أو منفعة أو مجرد وعد بشيء من ذلك مقابل القيام أو الامتناع عن عمل من أعمال وظيفته.

وبعد قراءة تعريف الرشوة وعقوباتها تبادر فوراً إلى ذهني عند -كتابة هذه السطور- أغنية: «آه يا لالي يا عيني يا لالي»؛ حيث إن الرشاوى في الكثير من الدول العربية والأجنبية أيضاً تتخذ أشكالاً جديدة، ووجوهاً متعددة، منها المادية والعينية، وما بات يُعرف بـ»networking»، أي توظيف العلاقات من أجل تحقيق غاية، وما تشتمل عليه هذه العلاقات من: مال، وجمال، ودلال، وتسهيل قروض، وهدايا فاخرة، وتذاكر سفر، وما إلى ذلك.

وهذا كلّه معروف ولا جديد فيه، اليوم أرغب في أن أشارككم رأيي في وجه جديد من وجوه الرشوة -ربما مألوف للكثير منكم- ولكنه مستحدث بالنسبة لي، ربما لخبرتي المتواضعة في هذا المجال. وهو «الرشوة» النفسية التي ترتدي لباس التقوى، أو «الرشوة الدينية»، وهي أن يرتدي المرء لباس التقوى ظاهرياً، وأُهديك على «حبّ الرسول» عليه الصلاة والسلام، سبحة ثمنها باهظ جداً، أو أن أقدّم لك نسخة ذهبية عن القرآن الكريم، وفي أضعف الإيمان، أُرشيكَ بالمزايدة على الأخلاق الحميدة بما لا أُضمر، حيث تراني في المسجد الذي تصلي فيه أُتمتم بصلاتي ولكني أتربص بك لأسألك خدمة لا أستحقها، أو أن أفتن لك عن زميل لا أحبه، أو أجالسك في الحصص الدينية نفسها، وأعرض عليك تعليم أبنائك الدروس الخصوصية مجاناً، كي أستغل ذلك في خدمة إتمام معاملاتٍ لمن لا يستحق على مدار العام، وغيرها الكثير من الأشكال التي أكاد أجزم أنكم ترونها يومياً بين المكاتب. للرشوة وجوه كثيرة وبشعة، وعواقب وخيمة، وأكثرها بشاعة هي الرشوة باسم الدين، تحت سوء تفسير «تهادوا تحابوا». «تهادوا تحابوّا»، لكن لا تكونوا: «سمّاعون للكذب أكّالون للسُحت»!