أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

حين تكون المعرفة وهماً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-04-2019

حين تكون المعرفة وهماً! - البيان

نقع مراراً وتكراراً، نرتطم بما حولنا، وقد تتسبب لنا تلك السقطات بإصابات بليغة، لكننا لم نكن لنتعلم المشي ما لم نسقط ونتعثر ونُصاب، بعد ذلك نتقن الوقوف ونمضي مطمئنين، وفي علاقاتنا بالناس نفعل كما فعلنا ونحن نتعلم المشي، لكننا لا نتعلم من سقطاتنا للأسف، نحن لا نصدق نصائح الكبار ولا التجارب ولا ما نقرؤه، معظمنا يعتد بآرائه التي يكونها عن الآخرين ويصدق انطباعاته كثيراً حتى تأتي اللحظة التي يقول فيها: «لقد صدمت في فلان»، أو «لا نعرف الإنسان إلا حين نجرّبه»، وساعتها يكون زمن طويل من الخيبات والصدمات قد عبر فوق جسد الصداقات والعلاقات التي كونّاها.

إن هذا المزيج من الانتكاسات والصدمات وهدوء العلاقات ومخاطرها، والفشل والإنجازات، لا يتوافر بين أيدينا هكذا بسهولة أو في لمح البصر أو بمجرد أن نضع مقعداً خشبياً في مدخل البيت ونراقب الحياة عن بُعد، علينا أن نخرج، أن نقطع كل الطرقات، أن نسقط وأن نقوم، أن نتوكأ على خيباتنا وعلى كتفٍ نطمئن إليه أحياناً، وأحياناً نمعن في احتمال وجعنا ونمضي بقوة؛ لأن التوقف في منتصف الطريق صعب وأحياناً مهلك.

تخبرك التجارب التي صارت خلفك الآن أن الإنسان الحقيقي لا تعرفه عن بُعد، ولا تدلُّك عليه ابتساماته وكثرة ضحكاته ولا نوعية ملابسه الفخمة ولا عنوان بيته في ذلك الحي الراقي، فمن دون أن تقيس منسوب شهامته أو أنانيته وكرمه ومدى حبه وخوفه وحرصه، ودون أن تجرِّب درجة إحساسه بغيره وتعاطفه وطريقة تعبيره عن ذلك الإحساس، دون أن تتيقن من ذلك كله بدقة، وكذلك من نظرته لنفسه وللآخرين، دون ذلك لا تتسرع في منحه مطلق الثقة، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك، فالذين يصدِّقونك سريعاً يمكنهم أن يكذِّبوك بالسرعة نفسها!

قد تمضى نصف سنوات عمرك لا تعرف فيها عن جارك أو صديقك أو زميل عملك شيئاً أكثر من كونه إنساناً طيباً، لا يؤذي أحداً ولا يذكر أحداً بسوء ولا يتأخر عن عمله ولا يستدين من أي شخص، وتلك سمات تخصّه في الحقيقة ولا تخص أحداً سواه، لكنها ليست السمات التي تعني أنه الشخص الذي إذا وقعتَ سينقذك أو سيمدُّ يده إليك لتعبر الطريق بأمان.

في الحقيقة نحن نعيش زمناً طويلاً في ظل وهمِ العلاقات والصداقات للأسف!