أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

«الإرهاب» لا ملة له

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 20-03-2019

ماجدة العرامي:«الإرهاب» لا ملة له- مقالات العرب القطرية

الفيديو فوق التحمل، والجريمة مشاهِدُها أحدها أشد من الآخر، والإرهابي متبجح بمجزرته، ولا يكاد نَفَسُك يسعفُك وأنت ترى إصرارَه على الإجهاز على القتلى أيًّا كانوا، أطفالاً حتى..

جثثٌ وأكوام من الضحايا يئنّون في مسجدين بنيوزيلندا، ضمن مشاهد عدة لا تطاق سجلها الإرهابي بنفسه، واستضافها بث حي من داخل «فيس بوك»، وفي إحداها صوتُ امرأة مصابة تستغيثه في الشارع، تحسبه (المسكينة) أهلا للغوث، فَرصّ رأسها بالرصاص، واندلقت بقاياه على الرصيف، وأكمل بدهسها بسيارته!!

على الهواء مباشرة وبسبق الإصرار والإرهاب والتعصب، انطلق القاتل الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً) الجمعة الماضية، من سيارته وفي يده رشاشه كأنه داخل لعبة فيديو، واقتحم مسجدين جنوب نيوزيلندا، وأفرغ رصاصات في أجساد أطفال ونساء ورجال، وترك خلفة خمسين جثة (شهداء نحسبهم).

قاتلُ طفلين مهاجريْن في السويد اسمُه في عقب بندقية إرهابي هجوم نيوزيلندا، وبجانبه اسمُ قاتل آخرَ أزهق أرواح ستة في مسجد بكندا، وفي خلفية «الفيديو المباشر» موسيقى لأغنية صربية تشير لـ «سفاح البوسنة» مرتكبِ الإبادات الجماعية ضد المسلمين..

يمتلئ سلاح المجزرة بجملٍ تَجْتَرُّ عنصرية وأحقاداً دفينة، إحداها مثلاً تاريخُ آخر معركة خسرها العثمانيون بأوروبا، وأخرى: «وقف تقدم الأمويين الأندلسيين»، ومن بينها عبارة في منتصف الرشاش تقول للمهاجرين: «أهلاً بكم في جهنم».

واستبق القاتل مجزرته ببيان نشره من 74 صفحة، لم يترك فيها لبعض وسائل الإعلام والمسؤولين طريقة ليبرروا بها فعلته على غرار ما تعودوا، فالإرهابي في نظر أولئك بريء حتى يثبت أنه مسلمٌ، وها هو يخبرهم أن رجل أبيض طفولته عادية وأسرته أيضاً، وأن أفعاله جاءت انتقاماً لملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ، وأنه «ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته».. ضجت نيوزيلندا وصعق العالم «أظن ذلك» من الحادثة، ووضعت الجريمة المعلنة على المحكِّ روادَ العنصرية ومتبني خطاب الكراهية ضد المسلمين، وعلى رأسهم ترمب، فالجريمة «لا يمكن وصفها بغير الإرهابية»، تقول رئيسة وزراء البلاد.

أطفأت مدنٌ أضواءها، وصلّت أخرى على الضحايا صلاة الغائب، وخرجت تظاهرات شعبية منددة بالهجوم الإرهابي، وأما الموقف المُدين والمستنكر الصادر عن مجلس الأمن ومعظم الدول في بياناتها، لا أدري إن كان يعادل مواقفهم من الحوادث السابقة المشابهة؟

وتجنّب وصفها بـ «الإرهابية» بعضُ وسائل إعلام كـ «البي. بي. سي»، وصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، وإذاعة «فرانس إنفو» و»لوفيغارو» خلافاً لصنيعها مع هجوم باريس الإرهابي 2015.

بل ذهب سيناتور أسترالي إلى أبعد من ذلك، عندما صرح بعد يوم من الحادثة بأن السبب الحقيقي لإراقة الدماء هو هجرة المسلمين، وأن «الدين الإسلامي ببساطة أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس، يبرر الحروب اللانهائية ضد معارضيه ويدعو لقتلهم وقتل غير المؤمنين به».

غير أن شاباً بعد هذه التصريحات فقس بيضة في رأس ذلك السيناتور اليميني المتطرف، وصفعه الأخير ثم خنقه أتباعه، واعتقلته الشرطة، وخرج لاحقاً دون تلقي تهمة، وعاد يغرد على «تويتر» قائلاً: «الإرهاب لا دين له والمسلمون ليسوا إرهابيين»، و علق «تويتر» حساب الشاب بعد تغريدته، وترك حساب الوزير، وهناك أوصاف لا تحضرني الآن تليق بصنيع منصة «تويتر» وببعض المواقف والردود.