أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

الذاكرة وسطوتها!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2019

الذاكرة وسطوتها! - البيان

الذاكرة تشبه الصناديق القديمة، صناديق مصنوعة بإتقانٍ شديد وبألق، اجتهد صاحبها في أن يسكب فيها تفاصيل شخصيته، انتقاءاته، تفضيلاته، وأهواء قلبه، صناديق من ألوان وروائح وأسماء وأمكنة، أحياناً تصير حوانيت صغيرة ضيقة متصلة، أحدها يقود للآخر بطريقة غرائبية ولافتة في الوقت نفسه، وجرِّب أن تُغمض عينيك وتتذكر، تذكر ذلك الزقاق الضيق الذي مشيت فيه ذات مساء بارد في منطقة الحسين بالقاهرة، انحرف يميناً ستجد نفسك في شارع المعز، أبقِ عينيك مغمضتين وواصل المشي، ماذا تسمع؟ أصوات الأذان، روائح مختلطة، ضوضاء أبواق السيارات والدراجات، بائعي الفضيات يدعونك للدخول إلى متاجرهم بينما رائحة القهوة تعبق في المكان!

هذه هي صناديق الذاكرة، هكذا تنفتح بمجرد أن تلمسها رائحة مشابهة أو يلوح أمامك اسم مكان كنت قد قرأته في روايات نجيب محفوظ، ذلك هو سجلّ الذاكرة وسطوتها، وبصمة الأمكنة التي لا تجارى، واعتماداً على تلك السطوة انهمر إبداع العملاق نجيب محفوظ، ناهلاً من الأمكنة تفاصيل الناس والأسماء والروائح والأصوات، فتكونت رواية الحارة المصرية، وسجل الأزقة التي نحفظها، نحن الذين قرأنا أدب محفوظ اليوم أكثر مما تفعل وزارة السياحة أو هيئات الثقافة، كما حفظتها روايات محفوظ نفسه!

نمشي في الحسين، في الغورية، في خان الخليلي، في شارع المعز، نبحث عن زقاق المدقّ، وقصر الشوق والسكرية، عن الحارة والحرافيش والست أمينة والسيد عبد الجواد، لماذا هذا الحرص في البحث ورغبة الالتقاء بهذه الكائنات والموجودات؟! لماذا حالة النوستالجيا هذه أو الحنين للأمكنة القديمة، للبيوت والقصور والحارات؟! هل هو بحث عن واقع نظنه كان أفضل؟ هل هو إثبات لهوية نعتقد أنها تضيع أو تتسرب من بين أيدينا؟ هل هو سعي حثيث وراء معنى عميق وحميم يلتف الجميع حوله متناسين اختلافاتهم وخلافاتهم التي أتعبتهم وتعبوا منها؟ هل.. وهل.. ؟

هاجمتني عاصفة أسئلة وأنا ألج بيت السحيمي لأحضر لقاءً أدبياً ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الأدبي في منطقة الحسين، وما هدأت العاصفة إلا حين صارت كلمات على الورق!