أحدث الأخبار
  • 10:56 . الاحتلال الإسرائيلي يتوعد الشرع "إذا لم تتوقف الاعتداءات على الدروز"... المزيد
  • 07:40 . الجيش السوداني ينفي تقارير أبوظبي عن إحباط تهريب أسلحة لصالحه... المزيد
  • 06:41 . واشنطن تحذر إيران من عواقب دعمها للحوثيين... المزيد
  • 05:59 . الإمارات تعتزم رفع حظر السفر على مواطنيها إلى لبنان... المزيد
  • 02:08 . أولياء أمور يطالبون بمراجعة رسوم المدارس الخاصة في أبوظبي... المزيد
  • 01:37 . دعوى قضائية ضد جامعة تكساس وترامب يهدد بوقف تمويل هارفارد... المزيد
  • 12:09 . واشنطن تطمئن عمّان: المساعدات الأمريكية السنوية للأردن مستمرة دون تغيير... المزيد
  • 11:22 . تمرين "الحارس المنيع 2025" يختتم في قطر بمشاركة أمريكية... المزيد
  • 11:07 . أبوظبي تندد بـ"تضليل السودان" في الأمم المتحدة وتطالب بالتركيز على وقف الحرب ومعاناة المدنيين... المزيد
  • 10:57 . "تو دبليو جي" تستحوذ على حصة في "مبادلة" ضمن شراكة بمليارات الدولارات... المزيد
  • 10:36 . أمريكا توافق على صفقة "باتريوت" للكويت بـ 425 مليون دولار... المزيد
  • 10:17 . أمريكا وأوكرانيا توقعان اتفاقية المعادن النادرة... المزيد
  • 12:04 . رئيس الدولة يستقبل جوزيف عون في أول زيارة له منذ اختياره رئيساً للبنان... المزيد
  • 08:35 . قائد الجيش السوداني يقرر تعيين رئيس وزراء بالإنابة... المزيد
  • 06:23 . مع اقتراب النطق بحكم "العدل الدولية".. أبوظبي تقول إنها أحبطت محاولة تهريب أسلحة للجيش السوداني... المزيد
  • 02:23 . "العدل الدولية" تُحدد موعداً لنطق الحكم في قضية السودان ضد الإمارات... المزيد

الرئيس أوباما.. أفهم مصر

الكـاتب : محمد الحمادي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

منذ تلك النكسة في 1967 التي لم أشهدها وأبناء جيلي، ونحن نسمع في كل قمة أنها تعقد في ظروف استثنائية وحساسة! والمفارقة أن طوال 47 عاماً لم يتمكن العرب من تجاوز أزماتهم، فبالأمس انتهت القمة العربية 25 في الكويت تحت شعار «قمة التضامن لمستقبل أفضل»! نجحت دولة الكويت باقتدار في تنظيمها، إلا أن النتائج التي خرجت بها القمة لم تكن في مستوى الأحداث والمرحلة التي تعيشها أمتنا. أما غداً فسيكون على أرض الخليج الرئيس الأميركي باراك أوباما في زيارة مرتقبة سيلتقي خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في ظرف أقل ما يُقال عنه إنه دقيق وحساس.

سيبحث الزعيمان العديد من القضايا، منها المفاوضات الدولية الجارية حول البرنامج النووي الإيراني، وسيحاول الرئيس الأميركي طمأنة دول المنطقة والتأكيد أن تلك المفاوضات وما تتبعها من اتفاقيات لن تصب في مصلحة الغرب فقط، وإنما في مصلحة دول المنطقة أيضاً، وإنْ كان هذا الملف مهماً جداً لدول الخليج، إلا أن الأهم هو إدراك الرئيس الأميركي أن التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة ودولها هو ما يجب الحديث عنه، فتدخلها غير المقبول في البحرين يقلق دول الخليج، وأيضاً وجودها في سوريا ولبنان واليمن والعراق قد أصبح مهدداً حقيقياً لأمن دول المنطقة وتأثير هذا التدخل على أمنها واستقرارها.

بلا شك أن الرئيس أوباما وهو يزور المنطقة بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على اندلاع «الربيع العربي» يدرك أن المنطقة لا تزال تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار، فبعد أن نجحت بعض الثورات في إسقاط أنظمة قديمة إلا أن هذا السقوط أعقبه تبعات لم تكن متوقعة!

وقد تشعر الولايات المتحدة أن «الربيع العربي» لم يكن «مربحاً» بالنسبة إليها بل كانت خسائرها أكبر من كلا الطرفين في دول «الربيع»، وهذا ما يحتاج أوباما أن يعترف به، كي يتمكن من التعامل بشكل صحيح مع الواقع الجديد، خصوصاً بعد أن تبين أن الأنظمة الملكية والوراثية استطاعت الصمود أمام العاصفة، التي مرت عليها بخسائر محدودة، أما دول الحزب الواحد والديمقراطيات الصورية، فقد اهتزت بل وسقط بعضها سريعاً.

مازلت أذكر زيارة أوباما التاريخية للمنطقة وخطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة في الرابع من يونيو 2009، والذي نال التصفيق المستمر من الحضور من دون توقف إعجاباً، وأدت الحماسة بأحد الحاضرين لأن يصرخ بأعلى صوته: «يا باراك أوباما.. نحن نحبك».. بعد ذلك الخطاب «المحترف» اعتقد الشعب العربي أن أميركا تغيرت، وأنها ستفهم العرب أكثر، وستكون منصفة بدرجة أكبر، لكن اتضح مع مرور الأيام أن أوباما في خطابه جاء ليستعرض مهاراته الخطابية عالية الجودة فنجح في انتزاع إعجاب العرب، لكنه بعد ذلك الخطاب اختفى، ثم ظهر ليتبين أنه غير قادر على فهم المنطقة وغير مدرك تماماً لما يدور فيها.. في زيارته الحالية للمنطقة نتمنى أن يحظى بفرصة ليعرف أكثر، وقد يكون من المهم أن يعتمد على الجزء الآخر من فريقه، فقد يتمكن من رؤية الأمور بموضوعية.

أوباما بحاجة إلى أن يفهم مصر، فمهم بالنسبة للولايات المتحدة ورئيسها أن يفهم أكبر دولة عربية بشكل صحيح، ولا يعتمد على مجموعة تنقل له الواقع من خلالفهمها الخاص، فمصر التي تشهد حالياً انقساماً داخليا بحاجة إلى من يأخذ بيدها، وهناك من يقوم بذلك من أشقائها، وهي تنتظر من المجتمع الدولي أن يدعمها ويساهم في استقرارها، خصوصاً إذا اتفقنا أن استقرار المنطقة من استقرار مصر.. وهذا ما لا نشك في أن الرئيس الأميركي يفهمه، لكن المنطقة بحاجة إلى أن تشعر بفهم أميركا لذلك، فلن يكون في مصلحة دول المنطقة ولا المجتمع الدولي عدم استقرار مصر.

حسب تصريح أصدره البيت الأبيض، من المواضيع التي سيتم تناولها في زيارة أوباما للرياض، الأمن الخليجي والإقليمي وعملية السلام في الشرق الأوسط وسبل مواجهة التشدد ومواضيع أخرى، وعندما تتكلم الولايات المتحدة عن اهتمامها بالسلام والاستقرار في المنطقة، فلابد أن تدرك أن السلام في المنطقة يأتي من حل عادل للقضية الفلسطينية، أما الاستقرار فيها فيكون بقوة مصر واستقرارها.

يأتي أوباما إلى المنطقة في ظروف مختلفة عن زيارته السابقة، وبغض النظر عن أنه كان يأتي والشعوب العربية سعيدة بزيارته وتترقبها، أو أنها أصبحت غير مبالية بهذه الزيارة، إلا أنها زيارة مهمة. وعلى الصعيد السياسي، صحيح أن الجميع يحترم خيار أوباما في طريقة إدارته للسياسة الخارجية الأميركية، إلا أنه من المهم جداً لدول المنطقة أن يفهم الرئيس الأميركي ما يحدث في مصر وفي المنطقة، وبالتالي يدرك أن سياسة بلده تجاه هذه الأحداث تؤثر إيجاباً أو سلباً على شعوب المنطقة ودولها، وبالتالي نفترض أن يتم اتخاذ المواقف الصحيحة، التي تفك العُقَد بدل المواقف التي تزيد العقد تعقيداً.