أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

الحي الذي لا يزال حياً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-07-2018

حين تحن إلى طفولتها، إلى حارات اللهو ومنازل الأهل والناس الذين كانوا أهلاً وجيراناً في تلك السنوات البعيدة، كانت تعقد العزم وتذهب إلى تلك الحارات والأحياء القديمة أو ما بقي منها صامداً حتى اليوم، ففي مفتتح مدينة دبي، تأسس حي «الراس»، أول وأقدم أحياء المدينة، حيث ينحني الخور كأنه يراقص بيوتها على ضفتيه، وحيث لا تزال تقف بكل عنفوانها مكتبة دبي العامة، والعديد من المؤسسات العريقة التي تبدو كأنما انبثقت بكامل تألقها من مياه الخور.

تترك المكتبة في إطلالتها تلك خلفك، وتتوغل في الأزقة الضيقة والشوارع المتفرعة، كل شارع يفتح على آخر، حتى ينفتح على عدة أسواق قديمة وتاريخية، شكلت جزءاً عريقاً من تاريخ دبي، نشأت وازدهرت في سنوات الثلاثينيات وما بعدها، واستقبلت بضائع وتجاراً من موانئ ومدن كثيرة، كسوق الذهب، وسوق السمك، وسوق المناظر والزجاج، وسوق الأدوية الشعبية، أو ما عرف بسوق الحلول، وخلال مرورك بتلك الأسواق تواجهك الكثير من البيوت والمعالم التي تحولت إلى مناطق وأماكن أثرية، كمدرسة الأحمدية وبيت الوكيل، وبيوتات تعود لعائلات معروفة استوطنت حي «الراس»، وما جاوره من أحياء منذ السنوات الأولى من القرن العشرين.

بيتنا كان هناك، وأمي ولدت في هذا الحي، وفيه نشأت وارتبطت بصداقات عمرها وعرفت الطريق لمدرسة القرآن، وحفظت كل شبر وزقاق فيه، الذي يذهب هذه الأيام إلى هذه المنطقة من دبي، ربما استعان بخريطة للمدينة وللمعالم، توزعها بلدية دبي لتسهل على السياح الاطلاع والتنقل فيها، لكن والدتي لم تكن تحتاج إلا إلى قلبها والأصوات التي تملأ ذاكرتها لأولئك الذين عبروا ذاك الحي معها وعاشوا فيه مثلها!

سيسير السياح على أرجلهم متنقلين بين الأزقة الضيقة، سيعجبون بطراز البناء وبشكل المدرسة، وبدفء تصميم البيت والحجرات من الداخل، أما والدتي فتمشي على قلبها دائماً حين يتملكها الحنين إلى تلك الأيام، تجمع أمرها وتطير إلى «الراس» بخفة طفلة، وتظل حين أكون معها تشير لكل بيت باسم أهله، ومن جاوره ومن سكنه، فإذا بالذاكرة تصير حياً ضاجاً أمامك، ثم تصير وطناً، ثم تستحيل علاجاً يشفي ذاك الحنين الكامن في داخل تلك المرأة المسكونة بالأمس!