أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

سوق اللغة

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 13-07-2018

ينقل الدكتور أحمد بن نعمان في كتابه «مستقبل اللغة العربية» عن الباحث جورج الكافوري قوله: «اللغة ترتقي بارتقاء أهلها وتنحط بانحطاطهم، وما بلغت العربية غاية الرقي التي وصلت إليها إلا في أوج قوة الأمة العربية ونهضتها ورقيها السياسي والعلمي والاقتصادي».

ويذكر الكافوري أن إقبال الأوروبيين على العربية وتعلمها، أثار خشية بعضهم من أن تتغلب على لغتهم وتحل محلها. ومن ذلك ما ذكره أسقف قرطبة في حينه: «إن اللغة العربية قد فتنتنا بعذوبة ألفاظها وبلاغة إنشائها، ولا تكاد تجد فينا من يقرأ الكتب المقدسة باللغة اللاتينية، وجميع شبابنا الأذكياء لا يعرفون غير لغة العرب، فكلما قرؤوا كتبهم ودرسوا آدابهم ازدادوا إعجاباً بهم، فإذا حدثتهم عن كتاب من كتب اللاتينية سخروا منه، وقالوا إن الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته». 
 
ولعل واقع اللغة العربية اليوم هو عكس ما كان عليه في السابق، حيث أصبحت اللغة الأجنبية تتغلب عليها في معظم المجالات، وأخطرها مجال التعليم، رغم الأبحاث والدراسات الكثيرة التي أوضحت بجلاء أن النهضة العلمية والفكرية والصناعية لا تتحقق لأي أمة إلا من خلال التعليم بلغتها القومية، أي في مناخ اللغة الوطنية وثقافتها. وقد حدث ذلك في أغلب الدول التي نهضت وتطورت، سواء ألمانيا أو فرنسا أو الدول الاسكندنافية أو اليابان أو الصين أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية أو سنغافورة.. إلخ. وهذه الدول جميعاً تنفق ميزانيات ضخمة في سبيل الترويج للغاتها القومية، ففرنسا مثلاً ألغت ديوناً لها بقيمة 16 مليار دولار على البلدان الأفريقية الخمسة والثلاثين الأكثر فقراً، مقابل استمرار هذه الدول في ضمان الدور المتفوق للغة الفرنسية. وألمانيا لديها قسم لترويج اللغة الألمانية يخصص نحو نصف ميزانية الثقافة لدعم اللغة الألمانية. كما تستخدم أميركا خَمس هيئات مختلفة للترويج للغة الإنجليزية. وأدت جهود اليابان إلى رفع قيمة لغتها في سوق اللغات العالمية.

ولا تزال المكانة البارزة التي أحرزتها اللغة الإنجليزية في العالم من دون منازع حتى الآن، إذ أصبحت اللغة المهيمنة على المطبوعات العلمية، واللغة الرئيسة للمنظمات الدولية ووسائل الإعلام، بل تشكل سوقاً جذابة لصناعة كاملة: ناشرين، ومدارس لغات، ومناهج تعليمية، ومواد سمعية وبصرية، ومنتجي برامج تعلم اللغة.. إلخ، وتتحقق من وراء ذلك مكاسب مالية هائلة ربما تضاهي عائدات الإنتاج النفطي في العديد من الدول. كما تتحمل وإيرلندا، وهي أفقر دولة أوروبية، نفقات كثيرة للحفاظ على اللغة الإيرلندية، باعتبارها رمز الهوية الوطنية للبلاد.

كثيرون اليوم أصبحوا مولعين باللغة الأجنبية على حساب لغتهم الوطنية، حتى أصبح بعض الشباب الأذكياء لا يعرفون غير اللغة الأجنبية ولا يفكرون إلا بها، وكلما قرأ أحدهم كتاباً باللغة العربية قال إن «الفائدة منه لا تساوي التعب في قراءته».

وهكذا نسي العرب لغتهم العربية ووقعوا في فخ «اللغة الأجنبية»، وهو أمر دفع البعض للانحراف وأوقعه في شباك التطرف، بعد أن فهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بصورة خاطئة.

واللغة، حسب الفيلسوف الألماني «فيخته»، تؤثر في الشعب وتأثيرها لا حد له، إذ يمتد إلى التفكير والإرادة والعواطف. والتأثير الذي تحدث عنه «فيخته» هو الذي أوجد أمة عربية مترابطة، رغم أنها لا تمثل كياناً سياسياً موحداً، لكنها (حسب الكاتب أحمد بهاء الدين) كيان حضاري لديه فرصة نادرة لجعل لغته قوة حقيقية وسلاحاً من أقوى الأسلحة في كل معاركه، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.. ووسيلة خلاّقة للمنافسة في المضامير العالمية.