أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن منازلنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2018

عندما نسافر، عادة ما نختار وجهات تفوح برائحة المفاجآت والدهشة، نختار فيها فنادق رائعة، ذات بوابات ضخمة وصالات واسعة كما القصور، ندخلها بانطباع غريب يشي بشيء من النزق، نتحدث عنها كأنها ملكنا وننسى أنها ليست منازلنا، هذه أماكن إقامة مؤقتة «لزوم الحاجة لا أكثر»!

إن أكثر ما اشتاقه في أسفاري هو دفء المنزل وتفاصيله الكثيرة، كموعد قهوتي وفناجيني وطاولة المطبخ وأصص الزرع الملونة، أشيائي الخاصة التي أعرف أين تركتها بالأمس أو تلك التي أهملتها منذ أشهر عديدة فتراكم عليها بعض الغبار والعلب والأوراق وكثير من النسيان، ككتاب لم أكمل قراءته، كعلبة الأشرطة الملونة التي ألف بها هدايا الأحباب، كحذاء المشي الذي يلح على البال كلما ضاقت ملابسي وفكرت في إنقاص وزني، كفناجين القهوة التي أهدتني إياها صديقتي ولم أحبها أبداً فوضعتها في مكان نسيته لكنني حين اشتقت لصديقتي تذكرت الفناجين فذهبت أبحث عنها.

في منزلي، أحب حالة العيش تحت مظلة الدعة، كدب باندا يدير عينيه غير عابئ بأحد سادر في كسله يقضم أعواد الخيزران، في منزلي أعد قهوتي على مهل وارتشفها كجميعكم بهدوء نحسد عليه، في سفري تلوح أمامي كل الأشياء الصغيرة التي تركتها هناك والتي لا توفرها لي الفنادق الفخمة، فحتى كوب القهوة يحضره النادل بارداً تحتسيه بمجرد أن يوضع أمامك كأنك تجيب عن ورقة امتحان وليس أمامك متسع من الوقت، الفناجين المزخرفة التي يصنعها الصانع الفلورنسي الشهير لا تجعل للقهوة مذاقاً طيباً كقهوة البيت أبداً!

ولأنني أحب منزلي فإنني أحفظ تفاصيله ورائحته، وكل الأشجار المغروسة فيه، أتذكر تماماً أنني في اليوم الأول لي في المنزل غرست غصناً أخضر، قالت لي أمي اربتي على التربة جيداً، استنشقيها، ثم علمتني بعض الكلمات والأدعية، قلتها كمن يربط تعويذة حول زنده، اليوم حين أفتح نافذة غرفتي في الطابق الثاني، أجد أغصان الشجرة تتشاكس أيها يمكنه الدخول لغرفتي من تلك النافذة، فأتذكر رواية لاتينية قرأتها عنوانها «بقايا قهوة» تتحدث عن غرفة وعن شجرة وعن نافذة وعمن يدخل ويخرج منها متسلقاً أغصان تلك الشجرة الهائلة!

أنا لا ألملم الأشياء الزائدة في بيتي باستمرار ولا أتخلص منها أولاً بأول، وهذا عيب أعترف به، مع ذلك فأنا لا أشعر بأن هذه الأشياء تعيق حركة الطاقة فيه، يعبق منزلي برائحته الخاصة، رائحة الحياة، تلك الرائحة التي يشعر بها كل من يدخل البيت، وهذا هو الفرق بين منزلك ومنازل الإقامة المؤقتة!