أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

التربية والخبز

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 27-04-2018

ليس هناك شك في أن التعليم يمثل مسألة أمن وطني وقومي، وحاجة أساسية لأي مجتمع يريد تحقيق القوة والارتقاء في سلم التقدم العالمي، فهو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يعيد تكوينها، حسب شاعر باكستان الكبير محمد إقبال، وهذا الحامض هو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، إذ بإمكانه تحويل جيل كامل إلى كومة تراب.

لذلك دهشت عندما وجدت أن الرأي العام انشغل بموضوع «الخبز حول العالم»، الذي جاء في كتاب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، ولم ينشغل بصعوبة المناهج وكثافتها، ولا بالأسئلة الصعبة التي صاحبت بعض الامتحانات وفاقت قدرات الطلبة الاستيعابية، خاصة في مادتي العلوم والرياضيات، ما أدى إلى نفور بعض الطلاب نفسياً من المدرسة، وشعور بعضهم الآخر برهبة نفسية في بداية حياتهم الدراسية وكراهية التعليم.
 
لقد كان من المفترض في واضعي المنهج أن يجعلوا الطالب يبحث ويكتشف لوحة أنواع الخبز من خلال الثقافات المختلفة، وأن يعرف كيف يمكن للثقافات أن تؤثر على بعضها الآخر، لإكساب الطالب عادة التفكير المبتكر، وتحفيزه على معرفة المزيد من أنواع الخبز، وربطها بمكانها الجغرافي، والتعرف على دور الثقافات في التأثير على ما يحيط بها من ثقافات أخرى.

وكان من المفترض في واضعي المنهج الدراسي أن يركزوا أيضاً على مكونات الخبز، وكيف يتم إعداده بصورة عامة، ومن ثم تكون هناك نشاطات مجتمعية للتعرف على أصناف الخبز في مختلف الدول، وكيف أن بعض ثقافات أثّرت على أخرى من خلال الاتصال المباشر، أو عبر الانتقال إلى المكان مثل تأثر الثقافة الأميركية بالبيتزا الإيطالية والأكلات المكسيكية والدونات الهندية.

نحن نعترف بأن هناك خللاً ما، وعلينا أن نبحث عن موطنه ونعمل على علاجه، وأن نستعين بأهل الخبرة والاختصاص من الكفاءات المواطنة في المجتمع والجامعات المحلية ومؤسسات الدولة على تنوعها. وعلى سبيل المثال فإن كلية التربية في جامعة الإمارات تضم نخبة ممتازة من الكفاءات الوطنية التي لديها مؤهلات علمية من أفضل ما تتمتع به كوادر الجامعات العالمية. وتعد هذه الكلية المرموقة أحد الشركاء المهمين في رؤية الإمارات 2021، هذه الرؤية التي تؤكد الاهتمام بتكوين جيل يمتلك مهارات عصرية متطورة هي مما يتطلبه القرن الحادي والعشرون.

وقد استطاعت كلية التربية بجامعة الإمارات أن تخرج أكثر من عشرين ألف معلم ومعلمة خلال 42 سنة، وشاركت في تزويد مدارس الدولة بخريجين ذوي مهارات عالية، واستطاعت نيل الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات أكاديمية عالمية، وأشادت تقارير عالمية بإنجازاتها، ما يؤكد تميز برامجها، ويوضح أنها أفضل من غيرها من كليات التربية الأخرى في المنطقة. 

وإن استعانة الجهات التربوية والوطنية بالكفاءات الأكاديمية المواطنة في هذه الكلية، أمر مهم جداً للارتقاء بالعملية التعليمية. فكفاءات كلية التربية بجامعة الإمارات لا تقل خبرة ودراية في الجوانب التربوية والأكاديمية عن نظيرتها الأجنبية ممن تتم الاستعانة بهم، لذلك لابد أن تكون الشراكة عميقة وفاعلة مع هذه الكلية للارتقاء بالعملية التعليمية في الدولة.

إن الإصلاح التعليمي مسألة في غاية الحيوية، وهو ليس كما يظن البعض، مجرد أفكار وتغييرات شكلية، بل هو في حقيقته يمثل جزءاً جوهرياً من الخطط والبرامج التنموية العامة للدول.