أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

التربية والخبز

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 27-04-2018

ليس هناك شك في أن التعليم يمثل مسألة أمن وطني وقومي، وحاجة أساسية لأي مجتمع يريد تحقيق القوة والارتقاء في سلم التقدم العالمي، فهو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي ثم يعيد تكوينها، حسب شاعر باكستان الكبير محمد إقبال، وهذا الحامض هو أشد قوة وتأثيراً من أي مادة كيميائية، إذ بإمكانه تحويل جيل كامل إلى كومة تراب.

لذلك دهشت عندما وجدت أن الرأي العام انشغل بموضوع «الخبز حول العالم»، الذي جاء في كتاب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، ولم ينشغل بصعوبة المناهج وكثافتها، ولا بالأسئلة الصعبة التي صاحبت بعض الامتحانات وفاقت قدرات الطلبة الاستيعابية، خاصة في مادتي العلوم والرياضيات، ما أدى إلى نفور بعض الطلاب نفسياً من المدرسة، وشعور بعضهم الآخر برهبة نفسية في بداية حياتهم الدراسية وكراهية التعليم.
 
لقد كان من المفترض في واضعي المنهج أن يجعلوا الطالب يبحث ويكتشف لوحة أنواع الخبز من خلال الثقافات المختلفة، وأن يعرف كيف يمكن للثقافات أن تؤثر على بعضها الآخر، لإكساب الطالب عادة التفكير المبتكر، وتحفيزه على معرفة المزيد من أنواع الخبز، وربطها بمكانها الجغرافي، والتعرف على دور الثقافات في التأثير على ما يحيط بها من ثقافات أخرى.

وكان من المفترض في واضعي المنهج الدراسي أن يركزوا أيضاً على مكونات الخبز، وكيف يتم إعداده بصورة عامة، ومن ثم تكون هناك نشاطات مجتمعية للتعرف على أصناف الخبز في مختلف الدول، وكيف أن بعض ثقافات أثّرت على أخرى من خلال الاتصال المباشر، أو عبر الانتقال إلى المكان مثل تأثر الثقافة الأميركية بالبيتزا الإيطالية والأكلات المكسيكية والدونات الهندية.

نحن نعترف بأن هناك خللاً ما، وعلينا أن نبحث عن موطنه ونعمل على علاجه، وأن نستعين بأهل الخبرة والاختصاص من الكفاءات المواطنة في المجتمع والجامعات المحلية ومؤسسات الدولة على تنوعها. وعلى سبيل المثال فإن كلية التربية في جامعة الإمارات تضم نخبة ممتازة من الكفاءات الوطنية التي لديها مؤهلات علمية من أفضل ما تتمتع به كوادر الجامعات العالمية. وتعد هذه الكلية المرموقة أحد الشركاء المهمين في رؤية الإمارات 2021، هذه الرؤية التي تؤكد الاهتمام بتكوين جيل يمتلك مهارات عصرية متطورة هي مما يتطلبه القرن الحادي والعشرون.

وقد استطاعت كلية التربية بجامعة الإمارات أن تخرج أكثر من عشرين ألف معلم ومعلمة خلال 42 سنة، وشاركت في تزويد مدارس الدولة بخريجين ذوي مهارات عالية، واستطاعت نيل الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات أكاديمية عالمية، وأشادت تقارير عالمية بإنجازاتها، ما يؤكد تميز برامجها، ويوضح أنها أفضل من غيرها من كليات التربية الأخرى في المنطقة. 

وإن استعانة الجهات التربوية والوطنية بالكفاءات الأكاديمية المواطنة في هذه الكلية، أمر مهم جداً للارتقاء بالعملية التعليمية. فكفاءات كلية التربية بجامعة الإمارات لا تقل خبرة ودراية في الجوانب التربوية والأكاديمية عن نظيرتها الأجنبية ممن تتم الاستعانة بهم، لذلك لابد أن تكون الشراكة عميقة وفاعلة مع هذه الكلية للارتقاء بالعملية التعليمية في الدولة.

إن الإصلاح التعليمي مسألة في غاية الحيوية، وهو ليس كما يظن البعض، مجرد أفكار وتغييرات شكلية، بل هو في حقيقته يمثل جزءاً جوهرياً من الخطط والبرامج التنموية العامة للدول.