أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

في الحرية والوعي والمسؤولية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-03-2018

أتوقف طويلاً، ومن باب الاهتمام، وأنصت بانتباه كبير حين يكون الكلام حول سقف الحرية والاختلاف وتمايز تجارب الناس وتجارب الكتّاب، وكيف يختلف كاتب عن آخر وفكر عن فكر، بشرط أن يكون ما نتحدث عنه فكراً حقيقياً في حدوده الدنيا على الأقل، ففي الإبداع الحقيقي حتى عندما يكون في بداياته كثير من البشارات الواضحة على أننا على موعد مع نجم يتخلق أو أن نوره في طريقه لأن يصل إلينا!

ما من روح تشبه أخرى، ما من تجربة تطابق أخرى، لكن التجربة الإنسانية كلها في الأدب والفن والإبداع والعمارة و.... إلخ، تنهل من معين بعضها وتسترشد بها كمن يحمل قنديلاً ليرى على هديه تفرعات الطريق التي يسير فيها.

نحن نسخ فريدة من نوعها حين نريد، وأرقام متكررة وباهتة حين نريد أيضاً، الحياة كما أنها قدر فهي اختيار، والدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتها أنت لم تمنحني الظروف فرصة لقراءتها، لكنني جدفت صوب مساحات أخرى للمعرفة، ومكنتك الحياة من أن تُطل عليها من نوافذ تشرف على الجهات كلها، نحن نختلف بقدر ما نعرف ونتبصر، ونقول (لا) بقدر ما نحترم خياراتنا، ونتفق بقدر ما نذهب عميقاً في إنسانيتنا، لذلك في البدء كان الإنسان وكانت الحرية. الذين يراهنون على مشروع الرداءة لا يفعلون شيئاً مفاجئاً، لكنهم حتماً لا يختارون المشروع الأنجح.

فعلى مر التاريخ كانت الرداءة موجودة، وكانت بعيدة عن التداول لأنها لا إنسانية ولا تبني ولا يتأسس عليها أي بناء، أما الحرية فمسؤولية أولاً وعبء ليس سهلاً أبداً، إنه على خفته وجماله، إلا أنه لا يحتمل أحياناً كالكائن الذي لا تُحْتمل خفته، على حد وصف التشيكي ميلان كونديرا، لكننا لا يمكن أن نرتقي إلا بالحرية، في الإعلام كما في الأدب وكما في كل الحياة، لكن بمقدار ما نحمل من فهم ووعي ومسؤولية تجاه المجتمع ورغبتنا في أن نقدم شيئاً حقيقياً لا مجرد مزايدات تجارية.

حينما نختلف في اختياراتنا كأشخاص واعين فلأن تجاربنا مختلفة: كونتك تجاربك، وصنعتني تجاربي، جئت أنت من عالم وأتيت أنا من ثقافة وتربية مغايرة.

أسماؤنا مختلفة وعاداتنا وأمهاتنا وقراءاتنا وربما المدارس التي تعلمنا فيها، لكننا برغم كل ذلك يمكننا أن نجلس ونتحدث ونلتقي عند نقاط كثيرة طالما وجد أساس نتفق حوله، ونؤسس عليه لعلاقات عميقة، ذلك هو الوعي الذي توفره لنا المعرفة وتقودنا إليه الحاجة.