اعتبرت كوريا الشمالية العقوبات الأمريكية الأخيرة المفروضة عليها "عملاً حربياً"، كما أبدى وفد بيونغ يانغ إلى الجارة الجنوبية استعداد بلاده لإجراء محادثات وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق الأحد، تعهدت وزارة خارجية كوريا الشمالية بـ"كبح الولايات المتحدة على طريقتنا" في حال الاستفزاز. وقالت إن ترامب "يحاول تغييرنا من خلال عقوباته وتصريحاته العدائية، الأمر الذي يظهر جهله بشؤننا". وأضافت: "لدينا أسلحتنا النووية الخاصة (...) لحماية أنفسنا من هذا النوع من تهديدات الولايات المتحدة".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بيان لوزارة خارجية كوريا الشمالية قولها: "كما قلنا بشكل متكرر نعتبر أي قيود علينا عملاً حربياً".

كما أكدت الوزارة أنها ستردّ في حال "تجرأت" الولايات المتحدة على تحدي بيونغ يانغ بطريقة "قاسية".

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية هي "الأقسى على الإطلاق" التي تفرض على الدولة، وتهدف إلى عزل بيونغ يانغ أكثر.

وتستهدف هذه العقوبات أكثر من 50 سفينة وشركة نقل بحري، اعتبرت الإدارة الأمريكية أنها تساعد بيونغ يانغ في الالتفاف على القيود الكثيرة المفروضة عليها.

ودعا ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي، مالكوم ترنبول، الجمعة، إلى الوحدة من أجل "منع هذه الدكتاتورية الوحشية من تهديد العالم بدمار نووي"، في إشارة إلى كوريا الشمالية.

وكان ترامب قد أشار إلى أنه في حال لم تنفع العقوبات، سيكون على الولايات المتحدة "الانتقال إلى المرحلة 2"، مضيفاً أن "ذلك قد يكون قاسياً".

ووصلت التوتر بين البلدين إلى ذروته خلال العام الماضي بسبب التجارب النووية والصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ.

ولم يؤثر تكثيف العقوبات ضد النظام الكوري الشمالي على عزيمته في السنتين الأخيرتين، وواصل برامجه الباليستية والنووية المحظورة.

وبعد ساعات من بيان الخارجية الكورية، أعرب وفد بيونغ يانغ عن استعداد بلاده للحوار مع الولايات المتحدة، وذلك خلال لقائه برئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، في حفل اختتام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018، في بيونغ تشانغ.

وخلال اللقاء، شدد الرئيس الكوري الجنوبي على ضرورة إجراء الحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن في أسرع وقت ممكن، لتحسين العلاقات بين الكوريتين وحل قضية شبه الجزيرة الكورية بصورة جذرية، بحسب وكالة "الأناضول".

بدوره قال كيم يونغ تشيول، نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم الكوري الشمالي، الذي يترأس وفد بلاده "نحن مستعدون لإجراء الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية".

ووفقاَ لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، فقد أعرب تشيول عن موافقة بلاده على تطوير علاقاتها مع جارتها الجنوبية ومع الولايات المتحدة في وقت واحد.

وكان الوفد الشمالي قد وصل صباح الأحد إلى الجارة الجنوبية، لحضور حفل اختتام دورة الألعاب الأولمبية، الذي ستحضره أيضاً ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب.

وتؤكد سيول وكذلك واشنطن أن لا لقاء مرتقب بين الموفدين الأمريكيين والكوريين الشماليين.