أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

الصراع على الغاز

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 15-02-2018


يبدو أن الصراع على المناطق الغنية بالغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط سيشتد وتزداد حدته، وربما يتحول إلى نزاعات عسكرية في الفترة القادمة بين أكثر من دولة، ورغم ذلك، فإن الإنتاج بدأ في التدفق لتحقق بعض الدول الاكتفاء الذاتي، ويتحول بعضها إلى تصدير الغار المصدر الأقل تلوثاً من مصادر الطاقة الطبيعية.


والبداية من إسرائيل التي بدأت الإنتاج لتتحول بسرعة كبيرة من مستورد للغاز الطبيعي إلى مصدر له، مما أنعش الاقتصاد وساهم في دعم النمو واستغل في زيادة نشاطات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتتبعها فيما بعد قبرص التي أعلنت قبل خمس سنوات عن اكتشافات واعدة، إلا أن عمليات تطوير الإنتاج هناك واجهت صعوبات بسبب دخول تركيا على خط الحدود البحرية مع هذه الدولة الصغيرة.


وفي هذا العام، برز تطور مهم في هذا الجانب بعد أن أعلنت مصر عن بدء إنتاج الغاز الطبيعي بعد أن حقق تعاون بعض الشركات بقيادة «إيني» الإيطالية اكتشافات للغاز بكميات كبيرة في حقل «ظهر»، الذي سيحقق الاكتفاء الذاتي لمصر، ويُحولها في غضون السنتين القادمتين إلى دولة مُصدرة للغاز، وهو خبر مفرح للشعب المصري، خصوصاً أن هذا الاكتشاف سيساهم في حل العديد من الصعوبات الاقتصادية، ويفتح مجالات كبيرة للتنمية وتوفير فرص العمل.


لبنان المغلوب على أمره، الذي تتحكم فيه مليشيات «حزب الله» الإيرانية أعلن بدوره عن اكتشافات قرب سواحله، إلا أن إسرائيل أعلنت أن ذلك يدخل ضمن حدودها البحرية، وهو ما سيؤدي إلى صعوبة استغلال هذه الاكتشافات، التي تُشكل أهمية كبيرة للاقتصاد اللبناني، الذي تدهور بسبب تراجع قطاعات فعالة، كالسياحة والصناعة والزراعة بعد أن أدخلت المليشيات هذا البلد الجميل في صراعات إقليمية لا ناقة للبنان فيها ولا جمل.


لقد أثار كل ذلك شهية بقية دول المتوسط، وبالأخص تلك التي بحاجة ماسة لمصادر الطاقة، التي تستورده حالياً من روسيا وإيران وقطر، مما يعني نزاعاً بين الدول الكبيرة في هذه المنطقة الحيوية والحساسة والمبتلاة بالصراعات، وبما أن سوريا تقع في منتصف الطريق بين هذه البلدان كافة، فإنه بات من المؤكد أن استمرار وطبيعة الصراع هناك، الذي أخذ طابعاً دولياً باشتراك كل الدول الكبرى والإقليمية كأطراف في الصراع السوري يشير إلى أن مركز إنتاج الغاز سيكون في المياه الإقليمية السورية، بدليل التصريح الروسي الأخير الأسبوع الماضي، الذي تمت الإشارة فيه إلى أن هدف الولايات المتحدة هناك هو الاستيلاء على الثروات الطبيعية، والمقصود هنا الغاز الطبيعي أساساً. يقف العالم أمام مشهد قادم للصراع الخطير، الذي سيغير العديد من التحالفات والتوازنات، بل ربما يؤدي إلى تفكيك بعض الدول والصراع بين دول حلف «الناتو» ذاتها، فاليونان والغرب يقدمان الدعم لقبرص، وتركيا تجد في روسيا حليفاً يُعتمد عليه، في حين تحاول الولايات المتحدة دعم إسرائيل، أو حتى الدخول مباشرة للحصول على امتيازات في اكتشافات الغاز الكبيرة، إذ يشير ذلك إلى إمكانية اشتداد حدة الصراع بين أطراف عديدة ومتشعبة، وفيما عدا هذه الجوانب، فإن هناك جانباً مهماً للغاية، يتمثل في أن كل هذه التطورات ستؤدي إلى تدهور كبير في أسعار الغاز، خصوصاً أن هناك كميات هائلة سيتم إنتاجها في الولايات المتحدة من الغاز الصخري ومن أستراليا التي ستتحول قريباً إلى أحد أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم، ففي غضون سنوات العقد الحالي انخفضت أسعار الغاز من 11 إلى 3.5 دولار للمتر المكعب، كما انخفضت مرة أخرى مؤخراً بنسبة كبيرة بلغت 25% لتصل إلى 2.6 دولار، وهو ما سيترك آثاراً سلبية عميقة على اقتصادات البلدان المصدرة للغاز الطبيعي.