أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

نهاية الابتزاز السياسي

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في العلاقات الدبلوماسية، هناك معادلة بسيطة، تاريخك في العلاقات الدبلوماسية سيكون العامل الأساسي في تقييم إمكانية التعاون معك اليوم. كما هو الحال تماماً في تعاملك اليومي لو اقتُرح عليك أن تتعاون مع شخص ما ومعروف عنه سلوكيات غادرة وغير سوية في التعامل، فبلا شك سيؤثر ذلك على قرارك التعاون معه. منذ بداية العهد الحالي في السعودية، وبروز تحالف أبوظبي والرياض بين بن سلمان وبن زايد، بات واضحاً أن الابتزاز السياسي هو السمة الأبرز في السياسة الخارجية لهذا التحالف. تم ابتزاز العديد من الدول للحضور إلى قمة ترمب في الرياض والتعهد بدعم اقتصادي لواشنطن، ثم ابتزاز قطر في هذا الإطار لتلتزم بالخط السياسي لهذه الدول، ثم ابتزاز دول عدة عربية وإفريقية للوقوف مع حصار قطر، ثم ابتزاز شخصيات مثل شفيق والحريري، وأخيراً الشيخ عبدالله بن علي لأهداف مختلفة. الرسالة بسيطة: إما أن تفعل ما تريد متى ما أردناه، أو تتعرض للعقوبة. كل ذلك بعيداً عن المصالح المتبادلة ولغة المساومة السياسية، فقط افعل ما تُؤمر وإلا..!
في الحقيقة، الابتزاز السياسي يكون سهلاً على الدول التي تمتلك التفوق الاستراتيجي. الاتحاد السوفييتي ابتز دولاً كثيرة كما فعلت الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة، ولكن حتى هذه القوى الكبرى كانت حريصة دائماً على أن يكون هذا الابتزاز مغلفاً بلغة المصالح. أما حين يكون هناك توازن في الحجم أو تقارب، تلجأ الدول إلى المساومة عبر المصالح المشتركة. وربما يكون السؤال عن سبب ذلك مشروعاً؛ فدولة بحجم الولايات المتحدة مثلاً بإمكانها شن حرب على أي دولة تخرج عن طوعها، وفي غالب الأمر تمتلك القدرة على إخضاعها. الواقع السياسي مختلف عن هذه النظرة التسطيحية، حين تقوم دولة قوية باستهداف أخرى دون مبررات مقبولة، يضع ذلك علامة استفهام على العلاقات مع هذه الدولة، فتنتقل الدول الأخرى تدريجياً إلى سياسة تعامل حذرة لتجنب مصير الدولة التي وقعت في الفخ. الشيء نفسه ينطبق على الأفراد الفاعلين سياسياً والمجموعات المختلفة، تصبح مع الوقت هذه الدولة القوية شريكاً مثيراً للقلق، وتجد الدول والفاعلين يتجهون إلى تحالفات مع منافسي هذه الدول للتعامل مع خطرها وتهديداتها، وذلك حدث بوضوح خلال الأزمة، حين وجدنا دولاً تتجه بعيداً عن التحالف مع رباعي الحصار، مثل المغرب، وبعض الدول الإفريقية، بسبب سياسة الابتزاز هذه.
الآن، خسر رباعي الحصار العديد من الحلفاء والشركاء خلال هذه الأزمة، الأردن، والمغرب، والسنغال، ولبنان، والعراق، والكويت، وعُمان، كلها تحركت بعيداً عن محور أبوظبي-الرياض، ليس بالضرورة باتجاه المحور المعاكس، ولكن بعيداً عن الأول. وأخيراً حتى الأفراد الذين تم استغلالهم مثل شفيق والحريري وعباس وحتى عبدالله بن علي، وجدوا أنفسهم في مآزق متتابعة نتيجة هذه العلاقة. وبينما تمكّن الحريري من العودة إلى لبنان بفضل الضغط الدولي، وعباس إلى رام الله ليتخذ من هناك خطاً مغايراً لما طُلب منه حسب ما يبدو، وجد شفيق نفسه على طائرة متجهة إلى خصمه في القاهرة بعد النفاذ منه إماراتياً. والآن عبدالله بن علي، يبدو أنه يجد نفسه ضحية مرتقبة لمسرحية جديدة.
السؤال الآن، لو طُلب منك الآن كفرد أو كممثل لدولة ما أن تتحالف مع محور الحصار، أين سيقودك تفكيرك المنطقي؟ بطبيعة الحال ستفكر ألف مرة قبل أن تعطي هذه الدول حبل رقبتك؛ لأنها أظهرت أنها لا تستهدف أعداءها فقط، بل حتى من يتحالف معها سيجد نفسه أمام خيارين: إما أن تعمل حسب مصالحهم ولو كانت ضد مصالحك، أو أن تتعرض للعقوبة التي لا قبل لك بها.;