أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

أخلاق الشوارع

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في البدء يكون الإنسان، ثم تأتي المدن والدول والسلطات والقوانين والأخلاق، لا شيء سبق وجود الإنسان، فهو في مسيرته البشرية فيما بعد أسس أنظمته وقوانينه التي احتاجها ومجتمعاته وتجمعاته بحسب تطوره في الوعي والفهم وممارسات الحياة والاجتماع!

لذلك فليس صحيحاً ما يقوله البعض من أن المدينة تصنع أخلاق سكانها أو بشرها، مدللين على ذلك بأن أخلاق سكان المدن تختلف تماماً عن أخلاق سكان الجبل في الدولة نفسها، وأن للمدن المزدحمة كمدن الصين والقاهرة وتايلند وكراتشي إلخ، أخلاقاً مغايرة لسكان المدن غير المزدحمة، وهكذا. والحقيقة أن الأمر له علاقة بأمور أخرى، فليس الدين أو العرق ولا المدينة بشكلها واسمها من تصنع أخلاق الناس، ولكنه الإنسان نفسه ودرجة التزامه بالقانون ومستواه التعليمي والاقتصادي واستقراره الاجتماعي والمدني!

الزحام واحد من إفرازات المدن الحديثة، وأحد المؤشرات على أخلاق سكان المدن، الذين يختلفون في تعاملهم معه كل حسب درجة الوعي التي يتمتع بها، ومدى هيبة وسلطة القانون على الناس وقوة السلطة في تطبيق القانون والصرامة اللازمة، فعدد السكان يكاد يكون متقارباً بين القاهرة ومدينة ميونخ الألمانية مثلاً، لكن كيف نرى تعامل الناس في زحام القاهرة، وكيف يتعامل الناس مع الزحام ذاته في شوارع المدينة الألمانية؟

هناك أخلاق يفرزها الزحام، أخلاق سائقي السيارات والمشاة والتعاملات التي تحصل في الشارع، ففي الشارع حيث يتجرد الناس من علاقاتهم الشخصية ويتزاحمون أمام الإشارات الضوئية أو لركوب المواصلات العامة أو يقفون في طوابير للحصول على سيارات الأجرة، هنا تظهر طباعهم الحقيقية، التدافع، الالتزام بقانون الأولويات، من يأتي أولاً، من الأكثر احتياجاً، من الأضعف.. إلخ. هذه قيم إنسانية يكفلها القانون في مجتمعات القانون، وتظهر بوضوح في كل مكان، بينما لا يوجد أي احتكام لهذه القيم في كثير من مجتمعاتنا الشرقية التي تتشدق بالقيم والدين و..إلخ !

لا أحد يمكن أن يحتال عليك في سيارات الأجرة في بلد كسويسرا أو سنغافورة أو دبي، لكنهم سيحتالون وينصبون عليك ويساومونك بشكل مستفز ثم سيسرقونك بدم بارد وفي وضح النهار في مدينة كإسطنبول أو بومبي أو....بحجة الزحام أو لأنك غريب أو لأنك خليجي أو لأنك لا تفهم قوانين البلد. ففي هذه المدن عليك أن تتوقع أي شيء في الشارع، لذلك فالمواصلات العامة ربما تكون الخيار الأكثر سلامة!