أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

أخلاق الشوارع

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في البدء يكون الإنسان، ثم تأتي المدن والدول والسلطات والقوانين والأخلاق، لا شيء سبق وجود الإنسان، فهو في مسيرته البشرية فيما بعد أسس أنظمته وقوانينه التي احتاجها ومجتمعاته وتجمعاته بحسب تطوره في الوعي والفهم وممارسات الحياة والاجتماع!

لذلك فليس صحيحاً ما يقوله البعض من أن المدينة تصنع أخلاق سكانها أو بشرها، مدللين على ذلك بأن أخلاق سكان المدن تختلف تماماً عن أخلاق سكان الجبل في الدولة نفسها، وأن للمدن المزدحمة كمدن الصين والقاهرة وتايلند وكراتشي إلخ، أخلاقاً مغايرة لسكان المدن غير المزدحمة، وهكذا. والحقيقة أن الأمر له علاقة بأمور أخرى، فليس الدين أو العرق ولا المدينة بشكلها واسمها من تصنع أخلاق الناس، ولكنه الإنسان نفسه ودرجة التزامه بالقانون ومستواه التعليمي والاقتصادي واستقراره الاجتماعي والمدني!

الزحام واحد من إفرازات المدن الحديثة، وأحد المؤشرات على أخلاق سكان المدن، الذين يختلفون في تعاملهم معه كل حسب درجة الوعي التي يتمتع بها، ومدى هيبة وسلطة القانون على الناس وقوة السلطة في تطبيق القانون والصرامة اللازمة، فعدد السكان يكاد يكون متقارباً بين القاهرة ومدينة ميونخ الألمانية مثلاً، لكن كيف نرى تعامل الناس في زحام القاهرة، وكيف يتعامل الناس مع الزحام ذاته في شوارع المدينة الألمانية؟

هناك أخلاق يفرزها الزحام، أخلاق سائقي السيارات والمشاة والتعاملات التي تحصل في الشارع، ففي الشارع حيث يتجرد الناس من علاقاتهم الشخصية ويتزاحمون أمام الإشارات الضوئية أو لركوب المواصلات العامة أو يقفون في طوابير للحصول على سيارات الأجرة، هنا تظهر طباعهم الحقيقية، التدافع، الالتزام بقانون الأولويات، من يأتي أولاً، من الأكثر احتياجاً، من الأضعف.. إلخ. هذه قيم إنسانية يكفلها القانون في مجتمعات القانون، وتظهر بوضوح في كل مكان، بينما لا يوجد أي احتكام لهذه القيم في كثير من مجتمعاتنا الشرقية التي تتشدق بالقيم والدين و..إلخ !

لا أحد يمكن أن يحتال عليك في سيارات الأجرة في بلد كسويسرا أو سنغافورة أو دبي، لكنهم سيحتالون وينصبون عليك ويساومونك بشكل مستفز ثم سيسرقونك بدم بارد وفي وضح النهار في مدينة كإسطنبول أو بومبي أو....بحجة الزحام أو لأنك غريب أو لأنك خليجي أو لأنك لا تفهم قوانين البلد. ففي هذه المدن عليك أن تتوقع أي شيء في الشارع، لذلك فالمواصلات العامة ربما تكون الخيار الأكثر سلامة!