مرت عدة ساعات قليلة منذ انتشار فيديو الشيخ القطري عبدالله بن علي آل ثاني أنه كان في ضيافة محمد بن زايد، ولكنه أصبح في وضع "احتجاز" محملا المسؤولية لما يجري له لمضيفه، ومبرئا "أهل قطر" على حد تعبيره، حتى بدا التخبط الإعلامي والرسمي في الدولة واضحا، إذ تحتم عليه التعامل مع أزمة جديدة لم يكن لها حسبان.

التوضيح الرسمي الوحيد على قضية "آل ثاني" واعترف بما أدلى به الأخير، سحبته وكالة أنباء الإمارات عن موقعها الرسمي في تويتر بعد وقت قصير من نشر التغريدة التي تضمنت موقف وزارة الخارجية.

وعلى ما يبدو تم سحب الملف من الخارجية والسياقات الرسمية، وتم الإلقاء به إلى أيدي إعلاميين مسحوبين على جهاز الأمن، وفق ما يقول ناشطون خليجيون.

وبدأ حمد المزروعي بتوجيه الشتائم للشيخ "آل ثاني" ووصفه "بالكلب ابن الكلب" على حد تعبيره. 

وأعقبه بوقت قصير مزاعم لعلي النعيمي وهو أحد الشخصيات الأمنية التي تتبوأ عددا من المناصب الكبيرة التعليمية في الدولة بدءا من مدير جامعة الإمارات إلى مدير دائرة التعليم في أبوظبي (مجلس أبوظبي للتعليم سابقا)، على ما يقول ناشطون إماراتيون.

وزعم النعيمي في بعض تغريداته:  أن "الشيخ عبدالله طلب بنفسه الاستجارة بالإمارات حرصاً على سلامته من تنظيم الحمدين، وله حرية القرار في مغادرة الإمارات".

أما الأكاديمي المتقاعد، عبد الخالق عبدالله فجاء رده، "متذاكيا"، لنفي ما ورد في فيديو "آل ثاني"، إذ تساءل في تغريدة على "تويتر": "سؤال لعقلاء القوم: ما مصلحة الإمارات في احتجاز #الشيخ_عبدالله_بن_علي_آل_ثاني المتواجد في الامارات حاليا هربا من تهديدات اجهزة امنية قطرية. جاء للإمارات بارادته الحرة ويتواجد على ارضها مكرما بين اهله ويستطيع مغادرتها بارادته الحرة متى شاء. عدا ذلك فبركات لا يعتد بها"، على حد قوله.

ردود ناشطين إماراتيين

الناشط الإماراتي حمد الشامسي، رد على تغريدة عبدالله قائلا:" السؤال الصحيح لعقلاء القوم: ما مصلحة الشيخ عبدالله آل ثاني في تسجيل مقطع مرئي من أبوظبي يدعي فيه أنه محتجز فيها؟"، وتابع الناشط الشامسي متسائلا على سبيل الاستنكار:" إلى أين تسيرون بالإمارات يا دكتور ولماذا تحرصون على تشويه سمعتها؟!".

وبصورة أكثر وضوحا، تابع الشامسي قائلا:" هذا الخطاب استخفاف بعقول المجتمع الإماراتي.. لا تبحثوا عن شماعة لتعليق أخطائكم عليها، بل تحملوا مسؤولية تفريطكم بسمعة الإمارات بشجاعة إن كنتم قادرين"، على حد تحديه!

واستطرد الشامسي في سبر غور الأزمات المتلاحقة التي يفتعلها جهات وشخصيات أمنية وتنفيذية في الدولة، قائلا: "الجميل في هذه الأزمة، أن الشعب الإماراتي بدأ يميز بكل وضوح من الذي قام بالتفريط بسمعة الإمارات التي بناها الشيخ زايد رحمه الله في ٣٠ سنة". 

وأكد:" نتحدث بكل وضوح.. الحكومة ليست الوطن، ولا يُقبل تبرير أخطاء الحكومة في الوقت الذي تتضرر فيه سمعة الوطن"، على حد تأكيده.

وقال الشامسي:" أيها العقلاء حافظوا على ما بقي من إرث الأجداد المؤسسين لهذا الوطن"، 

مشيرا أن "بعض الأزمات المفتعلة هي للفت الأنظار عن أزمات أخرى حقيقية".

ومن جهته، قال المفكر الإماراتي يوسف خليفة اليوسف:"نقول للقيادات في أبوظبي خاصة انكم تعيشون في واد وقيمكم ومصالح شعبكم وتاريخ دولتكم ومصالح امتكم في واد آخر ... أفيقوا لقد احدثتم من الكوارث والدمار ما يشيب له الرأس وبأموال ليست ملكا شخصيا لكم وقد قال مؤسس هذه الدول انها أموال أبناء الدولة ويجب ان تسخر في خدمتهم وانتم تفسدون بها"، على حد قوله.

وتعيش الإمارات وقطر والخليج عموما منذ الأمس توترا متصاعدا في أعقاب فيديو "آل ثاني"، ليعقبه اتهامات ظهر اليوم من جانب أبوظبي لمقاتلات قطرية باعتراض طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا في طريقهما للمنامة، وهو ما نفته الدوحة تماما، وكذلك القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، فيما ذهب ناشطون للقول: إن أبوظبي باتهامات اعتراض الطائرتين إنما تضع قضية موازية لشكوى قطرية ضد أبوظبي في الأمم المتحدة لاختراق مقاتلات إماراتية للأجواء القطرية، وللتغطية على قضية احتجاز "آل ثاني"، على حد تعبيرهم.