أحدث الأخبار
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد

قوة الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-12-2017


«وماذا عن قناعتك؟»، كان السؤال الذي وجّه إلي مفاجئاً، فشحذت حواسي وأعدت ترديد السؤال بصوت مسموع، لم أفهم مغزى كلمة «قناعتك»، أهي القناعة التي هي نقيض السخط، وبالتالي فأنا أمام مفهوم فلسفي يمكن أن يُحتسب عليّ كموقف ديني إذا تورطت في أي نوع من الإجابة؟ لأننا تربينا على أن القناعة من الإيمان، وأنها رديف الرضا بقضاء الله وقدره، لذلك تمنيت أن يكون للعبارة معنى آخر، المعنى الموازي للأفكار التي نؤمن بها في حياتنا ونقتنع بقوة حجيتها، أخيراً تنفست الصعداء، إنها القناعات الفكرية فعلاً!

قلت لمحدثي: أفضّل أن أستخدم مصطلح الاستغناء بدل القناعة، فكلمة القناعة تحيلنا إلى الرضوخ السلبي، ولأنها تستقي قوة وجودها من منظور يصعب مناقشته، لكن مبدأ «الاستغناء» يبعدنا عن الحرج ويمنحنا مساحة مناقشة أكثر حرية وبلا أي نوع من الحساسية.

هذه قضية تحتاج إلى نقاش صريح وهادئ معاً، بعيداً عن التطرف وعن المزايدات العلمانية، لأننا بحاجة ماسّة إلى تحرير الخطاب العام والابداعي تحديداً من الاتهامات المجانية بالكفر والشطط لمجرد كلمات أو أسطر يتم تأويلها بشكل خاطئ جداً يضع الروائي أو الشاعر أو الصحفي أو القاص في قفص الاتهام بمعاداة الدين بسبب كلمة أو جملة يتم فهمها وتأويلها خطأ، ما يقاربنا مباشرة من مسألة معاداة السامية التي تشكّل عقبة وقيداً ومأزقاً أمام الحريات في الغرب!

إن المبدع بحاجة إلى أن «يستغني» عما عند غيره، وأن يكتفي بما عنده، ليس تكبراً ولا جهلاً، ولكن امتلاءً واكتفاءً، كي يتفرغ لإبداعه بشكل حقيقي ومحترف، متعالياً على الصراعات والخلافات والتنافسات التافهة التي لا تعود عليه إلا ببعض الاصطفافات المجانية التي تُفقده براءة الموقف وسلامة النية ووضوح الهدف!

الاستغناء قوة، لأن من يستغني يفترض به أن يقبض بقوة على أدواته التي لا يعود مضطراً فيها إلى سؤال أحد، نقصد هنا سؤال الحاجة لا سؤال المعرفة، لأن المبدع يجب ألّا يستغني عن سؤال المعرفة الذي هو سؤال الوعي وسؤال القوة معاً! إذاً فإن على المبدع كذات وككيان أن يشحذ إمكانياته، وينحت مشروعه بدأب في واقعه، ويمعن في الانتماء إلى هذا المشروع، متخلصاً من الثرثرة بلا معنى، ومن الضجيج بلا داعٍ، ومن الرغبات بلا ضرورة. الاستغناء قوة، هذا ما يجب أن يبني عليه المثقف بيت إبداعه القوي!