أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

في الصداقة والأصدقاء

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-12-2017


يعتبر سقراط واحداً من أكثر فلاسفة اليونان ممن تحدثوا عن الفضائل بشكل عام، وقد خص سقراط الصداقة باهتمام كبير، حيث عرّفها بأنها (إرادة الخير المتبادلة بين شخصين أو أكثر)، لكنها التبادلية المستمرة والكثيفة والعلنية مع شخص الصديق، فالصديق لا يكون صديقاً، ما لم تكن علاقتك به ندية ومسؤولة ومقبولة بالقدر نفسه من قبلكما معاً، فلا صداقة من طرف واحد، كما في الحب مثلاً، ولا صداقة دونية أو فوقية أيضاً!

في حوارية مع سقراط، سأله أفلاطون: ألا ترغب في أن تصبح طاغية؟، أن تكون شخصاً يستطيع أن يفعل ما يشاء دون أن يعيقه أحد؟، وأن يجيز لنفسه كل شيء؟، أجاب سقراط: لا، فلا يمكن لإنسان جاد أن يرغب حقاً في أن يكون مكان هذا الشخص، لأن الطاغية يعيش حياة شقية تعسة، يكفي أن عليه ألا يثق بأحد أبداً، إن أصعب ما في حياة الطاغية، هو أنه لا يستطيع أن يكون صديقا لأحد.

هذا التعريف، هو الأجمل من بين كل التعريفات التي يمكنك أن تقرأها للصداقة، الإنسان غير القادر على فعل الصداقة أو التحلي بفضيلة الصداقة، إنسان يقضي حياته تعيساً إلى ما لا نهاية، لأن الصداقة تقتضي الثقة والطاغية، ومن في مكانه، لا يثق بأي إنسان آخر، ولا يمكنه أن يكون جزءاً من جماعة، وحيث لا جماعة لا يمكن أن توجد صداقة!

لماذا نحتاج للصداقة؟، لأننا جميعاً، ما عدا الطاغية، لدينا ميل دائم لأن نكون بصحبة شخص نحبه ونبادله الثقة، ونعتقد بأنه قادر على إغناء شخصيتنا بفرادة شخصه، وفرادة تركيب فضائله التي يتحلى بها، وصولاً حتى لنقائصه التي ندركها ونغفرها له، على أرضية الإعجاب الجارف بشخصيته، وهنا، يضيف الكاتب الفرنسي «مارتين زل»، أمراً لافتاً يضفي على علاقة الصداقة، بعداً طريفاً، حيث يقول: «لا يكفي تحقق الانسجام بين الصديقين كيميائياً فقط، بل روحياً أيضاً، مع ذلك، فنحن على علاقة بصديقنا، لا لأننا نعتبره جميلاً، بل لأنه صديقنا، نحن نجده بطريقته الخاصة وحركته المتفردة، جميلاً، مهما كان حكم الآخرين عليه»!

أمر آخر يشير إليه سقراط في فضيلة الصديق والصداقة، فيقول «الصديق هو ذلك الشخص الذي يتعامل معه المرء، مثلما يتعامل مع نفسه، لأن الصديق هو ذاتنا الأخرى»، ولذلك، فالإنسان يسعى للحرية من خلال علاقة حرة غير متكلفة مع صديقه. إن الجدير بالحرية والصداقة، هو ذلك القادر على أن يصادق نفسه أولاً، أن يعاملها بما تستحق، وبمنتهى الصدق والأمانة والصراحة المسؤولية، أليست هذه أهم معايير استمرار الصداقة؟