تناولت مجلة ناشونال إنترست الأميركية الاستفتاء الذي فاز بأغلبية أصوات أهالي كردستان العراق وسط معارضة شديدة على المستويين الإقليمي والدولي، وتساءلت: لماذا تعتبر بعض الدول معركة انفصال كردستان تهديدا؟
فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب سيث فرانتزمان أشار فيه إلى التقاء عدد من السياسيين الأكراد الحاليين والقدامى وأصدقائهم في 26 سبتمبر الماضي بأحد الفنادق في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وأنهم ناقشوا مطولا التحديات والصعاب التي تواجههم في أعقاب الاستفتاء التاريخي.
وأشار فرانتزمان إلى أن تركيا كانت تهدد بإغلاق الحدود مع إقليم كردستان العراق، حيث تعبر أغلبية صادرات وواردات أهالي الإقليم -بما فيها مئات آلاف براميل النفط- بشكل يومي.
وأضاف أن بغداد أمرت كردستان العراق بتسليم المطارين الدوليين، وأنها هددت بإرسال قواتها العسكرية للسيطرة على المناطق المتنازع عليها حول كركوك، وأن إيران أغلقت مكتب مؤسسة كردستان24 للإعلام والأبحاث في طهران، وهددت بفرض إجراءات عقابية أخرى.
ابتهاج الأهالي
وقال الكاتب إن الحضور تساءلوا عما إذا كانت السعودية ستقف إلى جانب حكومة إقليم كردستان، وذلك في ظل المخاوف المشتركة إزاء النفوذ الإيراني في العراق وسوريا.
وأضاف فرانتزمان أنهم يأملون في أن يقوم الناخبون الأكراد في تركيا -الذين يساندون حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد- بالتأثير على مواقف أنقرة القاسية تجاه الخطوة الكردية في العراق.
وقال الكاتب إن المجتمعين في أربيل توقعوا أن يبادر المجتمع الدولي إلى تغيير موقفه المحرج تجاه استفتاء كردستان العراق، وقالوا إن النفط سيبقى يتدفق من كركوك، وإن الولايات المتحدة قد تبادر إلى تشجيع تركيا على إبقاء الحدود مفتوحة.
وأشار فرانتزمان إلى أن أحد المجتمعين أعرب عن استعداد أهالي كردستان للصبر على المشقة في سبيل تحقيق حلمهم التاريخي بالاستقلال، مشيرا إلى أنهم سبق أن عانوا من الإبادة الجماعية في الماضي.
وتحدث بإسهاب عن معاناة أهالي كردستان العراق والأزمات الاقتصادية التي يواجهونها بسبب خفض بغداد ميزانية الإقليم، وعن دور البشمركة الكردية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مدار السنوات الثلاث الماضية.
