شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما معاكسا في مدينة الرقة شرقي سوريا الليلة الماضية واستعاد السيطرة على عدد من أحيائها، حسب ما أفادت وكالة الأناضول للأنباء.

ونقلت الوكالة عن مصادرها أن مقاتلي التنظيم هاجموا حيي المشلب ورقة السمرا شرقي المدينة بعربات مدرعة وقتلوا العشرات من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، كما قتل وجرح عدد من الجنود الأميركيين ونقلوا إلى مشفى عين عيسى شمال الرقة.

وأضافت أن مقاتلي التنظيم سيطروا أيضا على منطقة المشفى الوطني بعدما التفوا حولها وهم متنكرون بزي مقاتلي وحدات حماية الشعب.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية قد أكدت قبل أيام أن حملتها لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة من تنظيم الدولة باتت في مراحلها الأخيرة، وأن مقاتليها سيطروا على 80% من المدينة.

وقد دخلت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة في يونيو الماضي بدعم جوي من التحالف الدولي ومساعدة قوات خاصة تقودها الولايات المتحدة، وذلك بعد قتال استمر أشهرا لتطويق المدينة.

قتال شرس

وصرح قائد كبير في التحالف الدولي لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة بأن طرد آخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة سيكون صعبا، لكنهم "يلفظون أنفاسهم الأخيرة"، حسب تعبيره.

وأفاد القائد الذي رفض الكشف عن اسمه من قاعدة للتحالف قرب عين العرب (كوباني) شمالي سوريا أن عناصر التنظيم الذين بقوا في المدينة للدفاع عنها عاجزون عن الانسحاب.

وأضاف أنها "معركة قاسية، فهناك الكثير من مقاتلي التنظيم الأجانب الذين يرفضون الاستسلام وينوون القتال بشراسة".

وتقول مصادر عسكرية ميدانية إن ما يؤخر حسم معركة الرقة هو كثافة الألغام التي زرعها التنظيم ووجود آلاف المدنيين.

ويقدر قياديون في قوات سوريا الديمقراطية أن هناك ما بين سبعمئة وألف مقاتل من تنظيم الدولة يتحصنون في مواقعهم الباقية في الرقة.