أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

العرب وموضوع السلاح النووي

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 08-09-2017

موضوع معاهدة عدم انتشار الأسلحة الذرية واستعمالها كحق يراد به باطل هو موضوع يهمنا، نحن العرب، كموضوع استراتيجي من جهة، وموضوع وجودي من جهة أخرى.
لقد آن الأوان أن نحسم الموقف العربي من هذا الموضوع، لنقول بصوت عال بأننا لسنا مع معاهدة عدم انتشار الأسلحة الذرية، لأنها تميز في ما بين الدول على أسس قيمية كاذبة. فهي تسمح للدول التي كانت تملك أسلحة ذرية قبل توقيع المعاهدة في عام 1965 بالاحتفاظ بترساناتها الذرية، بينما تحرم امتلاكها من قبل باقي الدول. وهذه قسمة ضيزى، مهما قدم من أسباب موجبة.
وفي الوقت نفسه، وبالقوة نفسها، نحتاج إلى الرفض التام لانتشار الأسلحة الذرية بين جميع الدول، فهذا تعميم للشر وتحرك نحو دمار هذا العالم من قبل هذا المجنون أو ذاك السادي النرجسي. ذلك أن تاريخ العالم الحديث أثبت بصورة قاطعة أنه لا يوجد نظام سياسي في أي بلد، بما فيها البلدان الديمقراطية العريقة، فيه من الحصانات والضمانات التي لا تسمح بوصول مجنون أو أحمق أو سادي إلى مركز اتخاذ القرار الحاسم بشأن استعمال أسلحة الدمار الشامل. لنا عبرة في استعمال الولايات المتحدة للقنبلة الذرية في اليابان، وتدمير مدينتين غير عسكريتين، وقتل وجرح وإعاقة مئات الألوف من سكانهما، وذلك على الرغم من تأكد القيادة الأمريكية بأن اليابان كانت في طريقها للاستسلام وإعلان نهاية الحرب.
لنا عبرة أيضا في استعمال الولايات المتحدة الأمريكية المادة الكيميائية السامة والمسرطنة، المعروفة بمادة «الأورنج»، في حرق وإتلاف وتسميم ما يقارب من نصف غابات فيتنام، وقتل وجرح وإعاقة وسرطنة مئات الألوف من سكانها، على الرغم من معرفتها أن الملايين من المدنيين الأبرياء سيكونون عرضة للموت أو الإعاقة أو المرض عبر سنين طويلة مقبلة.
ولذلك فان النقطة الأساسية التي انطلقت منها معاهدة عدم الانتشار للأسلحة الذرية، من أن هناك دولا عاقلة لن تستعمل أسلحتها الذرية وبالتالي يمكن لها أن تحتفظ بترسانتها الذرية، ومن أن هناك دولا غير عاقلة وغير ديمقراطية على الأخص، وبالتالي لن يسمح لها بامتلاك السلاح الذري! أن تلك النقطة الأساسية كانت مبنية على وهم وعدم الأخذ بعين الاعتبار لدروس الحادثين البائسين السابقين في اليابان وفي فيتنام اللذين قامت بهما دولة ديمقراطية. لنمعن النظر في نوعية القيادات الخلقية والثقافية والإيديولوجية التي انتخبها الملايين من الناخبين مؤخرا في بعض البلدان الديمقراطية، ونستمع إلى التصريحات الخطرة الصادرة بشأن الخلاف الأمريكي – الكوري الشمالي، حتى نرى صحة ما نؤكده من وجود إمكانية كبيرة لاستعمال الأسلحة الذرية من قبل من يمتلكونها، وبالتالي إضافة بؤس جديد للبؤس الذي تعيشه البشرية وتعيشه بيئة الأرض التي نعيش فيها.
نحن العرب، الذين نعيش الموضوع الذري بكل جوانبه وتعقيداته، خصوصا بالنسبة للكيان الصهيوني، الذي يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الذرية، ويهدد دوما باستعمالها إن لزم الأمر، وتدور قيادته في دائرة الحمق والجنون والإجرام، ويجعل كل دول المنطقة العربية وغير العربية تفكر في امتلاك السلاح الذري لحماية نفسها من هذا الكيان الاستعماري العنصري الاستيطاني الإقصائي، نحن العرب يجب أن نكون من أول المنادين، لا بمنع لانتشار، ولكن بتحريم الامتلاك من قبل أية دولة، وبالتالي بتدمير كل الأسلحة المتواجدة عند الدول المميزة عن باقي دول هذا العالم.
هذا هو الموقف المطلوب، سواء من قبل مجلس التعاون الخليجي أو الجامعة العربية أو الاتحاد المغاربي أو منظمة المؤتمر الإسلامي. ومثلما قاد العرب حركة عدم الانحياز في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، فإنهم يستطيعون أن يكونوا في طليعة من يواجه هذا الموضوع القائم على التفرقة بين الدول في قيمتها الدولية، وعلى أوهام سياسية كاذبة. تغطية لب الموضوع بثرثرات سياسية وإعلامية عن جنون رئيس هذه الدولة أو عن عدم الثقة في قيادة تلك الدولة، أو عن طريق التهديد والوعيد، وكأن مستقبل العالم رهينة في يد هذه الدولة أو تلك، لن يخفي حقيقة السخافات والأكاذيب والتلاعب بالألفاظ التي يمتلئ بها حقل الموضوع الذري برمته وبكل تجليات تطبيقاته.
موضوع استعمالات الطاقة النووية ليس موضوعا سياسيا، حتى يخضع لمساومات وتقلبات السياسة، وإنما هو موضوع وجودي بامتياز، ويحتاج إلى أن يعالج كذلك.
وبالطبع نحن ندرك الشلل والضياع وقلة الحيلة الذي أصاب الحياة السياسية العربية. وهذا يعني عدم قدرة النظام السياسي العربي، على أي مستوى كان، أن يأخذ المبادرة بالنسبة لأي موضوع كان. ولكن هل تستطيع مختلف مجموعات التواصل الإلكتروني الاجتماعي العربية أن تقوم هي بطرح الموضوع على المجتمعات المدنية في منطقتنا وفي العالم كله، لتكوين صوت جماهيري عالمي كبير يطالب بتدمير كل الأسلحة الذرية وتحريم امتلاكها من قبل أي بلد كان، وتطوير الموضوع النووي برمته، على المستوى الدولي، لمنع انتقال تكنولوجيا الذرة إلى أن تصبح قط، عبر القرون، مصدر إيذاء للبشر والأرض التي يقطنون؟ إذا استطاع شباب وشابات هذه الأمة أن يفعلوا شيئا في هذا المسار الطويل الشاق فانهم سيريحوننا من غثيان الاستماع إلى بعض السياسيين العرب، وهم يتحدثون عما لا يفقهون، وهم يجرون أيضا هذا الموضوع إلى ساحات الابتذال الطائفي، أو المماحكات بين أنظمة الحكم، أو البكاء على إمكانيات وفرص لم يحسنوا استعمالها.