أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

فرصة ثانية لحياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-08-2017


في الفضاء الخارجي الواسع للمقهى الذي يتوسط حياً راقياً وهادئاً من أحياء مدينة ميونخ الألمانية، عادةً ما يكون جارك على الطاولة القريبة رجلاً أو سيدة طاعنة في السن، أو قد تتشارك مجموعة من السيدات أو الرجال كبار السن تلك الطاولة، ستلاحظ دائماً أنهم يحضرون للمقهى في وقت واحد، يرتدون أجمل ثيابهن التي تعود لطراز سنوات بعيدة مضت، دون أن تنسى النساء الاهتمام بزينتهن وتصفيف شعرهن، فهذه الجلسات التي تجمع الصديقات أو الأصدقاء القدامى تحظى باهتمامهم وسط حالة الوحدة التي تحيط بمعظمهم أو معظمهن.

هؤلاء السيدات اللواتي يجلسن باسترخاء تام، يثرثرن طوال الوقت دون توقف، ويحتسين قهوتهن بتمهل يُحسدن عليه، يحاولن التشبث بما بقي من مرح الأيام وبهجة الوقت، يعوضن تلك الأيام التي مضت وهن يلهثن -ككل الناس - للحاق بمواعيد العمل ومواعيد القطارات، لم يكن لديهن متسع لاحتساء فنجان قهوة بتمهل، فالحياة كانت تجري وكن يركضن للحاق بها، وحين توقف السباق وخرجن من المضمار وجدن أن لا شيء أكثر متعة من الجلوس في ظل الوقت البطيء مع صحبة لطيفة.

تمسُّك الكبار بمنازلهم وأحيائهم القديمة وصداقاتهم يعبر عن ندم عميق في دواخلهم، ندم على كل ما فات، على كل ما لن يعيشوه كما يجب أو كما كانوا يتمنون، إن الاعتراف بالندم ليس خطراً على الصحة وليس عيباً وليس تهمة، إنه شجاعة حقيقية وفرصة للتخفف من الأعباء الزائدة.

لقد حاولت مجموعة من العلماء أن تُجري اختباراً ما على كبار السن فيما يخص الأمور التي ندموا عليها في حياتهم، فكانت المفاجأة أن أغلبهم أجاب بأنهم ندموا لأنهم عاشوا كما أراد غيرهم أن يعيشوا وليس كما أرادوا هم، وأنه لو عاد بهم الزمن إلى الوراء ووقفوا عند تلك اللحظات الحاسمة التي توجب عليهم اختيار دراستهم أو عملهم أو إقامتهم وأفكارهم، فربما تكون خياراتهم مختلفة تماماً. هل يمكن أن يكون ذلك صحيحاً؟ هل يمكن أن يختار الإنسان مصيراً مختلفاً عما عاشه في الحياة الأولى؟

ما الذي يمكن أن يجعله يختار خيارات مغايرة؟ الندم، العلم بنتائج خياراته؟ أعتقد بأن لا شيء سيختلف، طالما أن الإنسان نفسه سيكون في المكان نفسه، وفي الظروف نفسها، وتحت وطأة المواجهات والضغوط عينها، يتمنى الإنسان ذلك حين يدركه الوقت، نعم يتمنى، لكن لا شيء آخر يمكن أن يتغير!