وجّه عضو المجلس الوطني الاتحادي  سعيد صالح الرميثي لوزير التربية والتعليم، حسين الحمّادي، سؤالا حول الدور الذي تقوم به الوزارة في تمكين مجالس الطلبة في الجامعات الحكومية، ورد عليه الحمادي قائلاً: «يوجد قرار وزاري صدر عام 2011 ينظم عمل المجالس الطلابية في الجامعات والكليات الحكومية، والوزارة تنفذ توجّهاً جديداً لإنشاء منظومة متكاملة للأنشطة الطلابية داخل الجامعات، ستدخل حيّز التنفيذ قريباً».

وعقّب الرميثي بأن المرحلة الجامعية من أهم فترات اكتشاف المهارات القيادية للطلبة، لافتاً إلى ضرورة تفعيل دور المجالس، مؤكداً أن المشاركة السياسية للشباب تبدأ في هذه المرحلة، ولابد من منحهم حرية الانتخاب والمشاركة في المجالس لمنافسة نظرائهم في مختلف الدول.

واقع مجالس الطلبة والطلاب في الدولة

وتساءل طلبة إماراتيون، عما وصفه الحمادي "منظومة متكاملة للأنشطة الطلابية"، وعدم تقديم تفاصيل هذه المنظومة أمام المجلس الوطني، فيما طالب طلبة أن تمر هذه المنظومة عبر المجلس الوطني وليس عبر الحكومة، نظرا لما وصفوه "بالتداخل الشديد" بين المؤسسات الحكومية المدنية والمؤسسة الأمنية وتحديدا جهاز أمن الدولة، الذي قالوا إنه يتدخل بصورة كبيرة في هذه المجالس الطلابية وفي الجامعات.

ففي فبراير 2016، زعم موقع "هيومن رايتس فيرست" الأمريكي في تقريرا لـلكاتبة"ربيكا شيف"، قالت فيه إن "جهاز أمن الدولة برئاسة "الرجل الكبير" ولي عهد أبوظبي  محمد بن زايد يخترق الدولة الإماراتية على نطاق واسع . الجهاز يخترق كل وزارة"، على حد قولها، دون أي نفي من جانب السلطات في الدولة.

ودأب تقرير حقوق الإنسان السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إلى اتهام السلطات المعنية في الإمارات بتقييد الحرية الأكاديمية داخل قاعات المحاضرات وتقيد أداء المدرسين والأكاديميين بالرقابة على ما يقررونه من مناهج على الطلبة، وهو الأمر الذي لم يكن سائدا في وقت شهدت مجالس الطلبة في الإمارات عصرا ذهبيا قبل ما يصفه طلبة "تغولا امنيا وسلطويا" منذ وفاة المفغور له الشيخ زايد بن سلطان الذي تصادف اليوم ذكرى وفاته بالتقويم الهجري.

واليوم يتعرض عشرات من طلبة الإمارات للاعتقال والتنكيل، وعلى رأسهم معتقل الرأي منصور الأحمدي رئيس الاتحاد الوطني لطلاب دولة الإمارات السابق الذي حُكم بسبع سنوات سجنا، وعبد الواحد البادي ويقضي 5 سنوات سجن.

وتنظم وزارة شؤون المجلس الوطني من حين لآخر برنامجا تسميه "برنامج التمكين السياسي" يستهدف الطلبة خاصة والشباب عامة، يقدم فهما قاصرا للمشاركة السياسية والتمكين السياسي، بصورة تجعل من مفهوم المشاركة "تابعية" على حد تعبير طلبة شاركوا في هذه البرامج.