أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

لكل وجه مدينة..!

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-03-2017


هل تابعتَ إحدى القنوات المتخصصة بالعبث، الذي يسمى عرض الأزياء؟ هل كنت من الذين، مثلي، يحبون أن يتلصلصوا على الذي يحدث في المنصة الخلفية؟ في أحيان كثيرة أكاد أقسم بأن هذه العارضة قد جاءت قبل قليل، لكن حين تحسب الأمر بالمنطق الزمني، تجد أن مغادرتها إلى المنصة الخلفية، وقيامها بتبديل ما ترتديه، على فرض أنها كانت ترتدي ثياباً! ثم تغيير لون الشعر والقصة والعودة إلى مشية القطة مرة أخرى، هو أمر مستحيل الحدوث خلال خمس أو ست ثوانٍ!

لكنك تكتشف في ما بعد، عند زيارة المنصة الخلفية، أنها لم تكن العارضة ذاتها، لقد كانت أخرى! لكن، ولأنهن جميعاً يحملن الوجوه البلاستيكية ذاتها، والأجساد ذات المقاييس النباتية ذاتها، والشحوب والنظرة الجامدة نفسيهما، ويجلسنَ أمام مصفف الشعر ذاته، وخبير التجميل ذاته، ويضعن الأظافر نفسها، ويرتدين للمصمم نفسه، فإنك تشعر بأنهنَّ واحدة، إلى أن ينتهي العرض، ويجتمعن حول آخر، يلوّح للجمهور، فتشعر بأنهن بنات قطة، أنجبت تسعة توائم، لكل روح من أرواحها توأم متشابه!

رحلاتنا التي نتفاخر بها حول العالم أصبحت شبيهة بعارضات الأزياء، فنحن لأسباب لوجستية، ولأننا عائلات كبيرة، ونقدم الراحة على الاستكشاف، نزور غالباً العواصم والمدن الكبيرة، العواصم والمدن الكبيرة هي تماماً التوائم التسعة لصاحبة مشية القطة، العواصم الـ212 في هذا العالم، لا تضيف الكثير إلى الرصيد الثقافي والمعرفي، ولا حتى الذكرياتي، إن صح التعبير، فمراكز التسوق هي هي، والعلامات التجارية العالمية نفسها، وطعم القهوة نفسه، وتنظيم الشوارع نفسه، هناك حتماً مبنى ما صممته زهى حديد، وهناك جسر معلق ما.. وهناك شبك يضع عليه المحبون أقفالهم.. وهنا مسجد بجوار معبد دلالة على التسامح.. وهنا مقهى كان يجلس فيه التعساء.. وبلا بلا بلا.. كما يقول الأجانب دون تشديد اللام، كناية عن إلخ إلخ إلخ.. لكنها عديمة الذوق!

عارضة الأزياء قد تغريك للحظات، وقد تصلح أن زوجة سرية، لكنها لا تبقى، وأنت تعرف هذا! حاول أن تتعب نفسك بالبحث قليلاً حين تسافر، ستتعب ربما! ربما لن تكون هناك الخدمات ذاتها التي تراها في العواصم، المياه باردة.. خدمة الإنترنت مقطوعة.. هناك حشرة هجينة بين الفأر والصرصور تقف على المروحة.. لكن العالم الحقيقي هناك.. في المدن التي لا تقصدها عارضات الأزياء، حيث يكون كل شيء مختلفاً عن الصبة التقليدية التي اعتدناها، حين تكون التقاليد مختلفة، والألبسة مختلفة، والوجوه مختلفة.. وللخبز طعم آخر.. حين لا يصبح للوقت قيمة عند البسطاء، فهم ليسوا على عجلة لتغيير ثيابهم والعودة إلى المنصة، بل سيأخذونك ليروك في المنصات الخلفية آلاف القصص، التي لم تكن تعرف بأنها موجودة في هذا العالم.

هناك المدن الحقيقية بعيداً عن العواصم، مدن مثل امرأة لديها آلاف الأسرار، لكنها لا تبوح بها إلا لمن تحب..!

.. بتحبني يا رجب؟!